يُحتفل اليوم للمرة الأولى باليوم العالمي للإحصاءات الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافاً بأهمية الإحصاءات في تشكيل مجتمعاتنا.
ولقد تغلغلت الإحصاءات في جميع جوانب الحياة العصرية. وهي الأساس الذي يقوم عليه كثير من القرارات التي تتخذها الحكومات والشركات والمجتمع المحلي. وهي توفر معلومات عن الاتجاهات والقوى التي تؤثر على حياتنا وتسمح لنا بفهمها. وتؤثر الإحصاءات التي تُجمع عن طريق المسوح والتعدادات - إذ تشمل تعدادات السكان والإسكان لهذا العام فقط ثلاثة مليارات شخص - على التخطيط للمدارس والمستشفيات والطرق ومرافق كثيرة غيرها.
والإحصاءات أداة حيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك جهودنا الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ولإنجاح التنمية نحتاج إلى جمع البيانات وإلى التحليلات الإحصائية لمستويات الفقر ومدى إتاحة التعليم وانتشار الأمراض. وتكاد تكون الإحصاءات الاعتبار الحاسم في تبرير جميع جوانب الميزانيات والبرامج التي تسمح بإطعام الأطفال الجائعين وتوفير الملجأ والرعاية الصحية الطارئة لضحايا الكوارث الطبيعية.
وقد وضعت اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة المنشأة في العام 1947 معايير منهجية ومبادئ توجيهية دولية في جميع مجالات الإحصاءات تقريبا. وأدت دورا أساسيا في مساعدة الحكومات على تحسين تقاريرها الإحصائية وزيادة إتاحة البيانات وتيسير مقارنتها من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى أكثر من أي وقت مضى.
وأُشيد بالجهود المتفانية التي يبذلها الكثير من الخبراء الإحصائيين لإعداد تقاريرهم ومنشوراتهم. فهم يؤدون خدمة عامة لا يُستغنى عنها، خدمة تعزز السلام والديمقراطية بتزويد المواطنين بمعلومات عامة يُعَول عليها ومحايدة عن مجتمعاتهم المحلية. وقيمُهم الأساسية - وهي الخدمة والنزاهة والجدارة المهنية - تستحق كل الدعم لدى جميع الأمم.
غير أن البلدان النامية كثيرا ما تجد نفسها في وضع غير مؤات في المجال، كما هو حالها في مجالات أخرى كثيرة، حيث تنقصها الموارد لدفع الأجور وتدريب الموظفين وجمع البيانات.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي الأول للإحصاءات، أشجع المجتمع الدولي على العمل مع الأمم المتحدة للسماح لجميع البلدان بالوفاء باحتياجاتها في مجال الإحصاءات. ودعونا جميعا نعترف بالدور الحاسم للإحصاءات في إنجاز مهمتنا العالمية في خدمة التنمية والسلام.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ