بلادنا (البحرين) صغيرة جداً في حجمها وبسيطة جداً جداً في إمكاناتها المالية وغالبية شعبها فقراء مادياً أو من ذوي الدخل المحدود ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الحكومية أو من قبل بعض الأيادي البيضاء، وحتى مشترياتهم دائماً ما تكون من المحلات الرخيصة التي تبيع البضائع المستوردة من الدول الآسيوية التي هي أصلاً أشد فقراً منا، ونحن بلد لا يمكن تسميتها بالدولة الاستهلاكية بالمعنى الصحيح نظراً إلى قلة السيولة المادية لدى السواد الأعظم من الشعب وغالبية المقيمين عندنا هم من الآسيويين العمال والفقراء الذين لا تتجاوز رواتبهم الستين ديناراً بحرينياً (يصرفون منها عشرة ويرسلون خمسين إلى أهاليهم في بلدهم)... وإذا عرفنا أن «إسرائيل» (شعب أو بلد) يطبق فيها نظام الضرائب على التصنيع وعلى الدخل العام، إضافة إلى تطبيق جداول الأجور العالمية للعمال والموظفين فيها (الأجور التي من الممكن أن يأكل فيها الموظف ويعيش، وليست مثل الأجور عندنا والتي تجعل من الموظف «طراراً» لبقية حياته)... إذا عرفنا ذلك فسنجد أن البضائع الإسرائيلية ليست من النوع الرخيص الذي من الممكن أن يجد لها مشترين في البحرين... فنحن شعب قليل وفقير وليست لدينا المقدرة المالية لشراء البضائع الإسرائيلية. الدولة التي تريد تصدير بضائعها لابد أن تضمن لها سوقاً استهلاكية تستوعبها، وهذه الأسواق موجودة بكثرة في جميع أنحاء العالم وبالخصوص للبضائع الإسرائيلية، فالسوق الاستهلاكية لأية بضاعة تتطلب شرطين أساسيين هما عدد السكان ومستوى المعيشة، وطبعاً هذان الشرطان غير موجودين في البحرين لا حالياً ولا حتى بعد مئة سنة، ولكنهما موجودان في أماكن أخرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والكثير من الدول... ما عدا البحرين.
إذاً ما البضائع التي تريد «إسرائيل» تصديرها إلينا وهي ضامنة رواجها عندنا؟ لو عدنا للوراء إلى ما قبل العام 1990 ميلادية... كانت العلاقات التجارية مع عموم الاتحاد السوفياتي مقطوعة وبضائعهم لا تدخل أسواقنا بتاتاً... وبعد ذلك العام وتفكك الاتحاد السوفياتي إلى عدة دول ابتدأت الاتفاقات التجارية مع روسيا وغيرها ممن كانوا يشكلون ذلك الاتحاد فابتدأت بضائعهم تغزوا أسواقنا ولكن... وهنا تقع المشكلة على لكن... لكن بضائعهم المرسلة إلى أسواقنا لم تكن تلفزيونات أو كمبيوترات أو حتى سيارات أو معدات، بل كانت عبارة عن بنات بائعات للهوى والعياذ بالله... يأتون إلينا (والفيز دائماً موجودة لهن) تحت أنواع كثيرة من المسميات ويسرحون ويمرحون ويوزعون أمراضهم على كل مريض نفسي (وما أكثر المرضى النفسيين عندنا من البحرين والسياح)... طبعاً «إسرائيل» انتبهت إلى هذه النوعية من الأسواق الاستهلاكية الحميمة، ولاحظت أن البنات الآتيات إلينا ينقصهن الكثير في طريقة صناعتهن (والفنشنج) مثل الأعمار الكبيرة والأشكال القبيحة والشحوم المتكدسة وسقوط عدد كبير من الأسنان مع تعويضها بأسنان مطلية بلون الذهب الأسود ووجوه حمراء بسبب شرب الكميات الكبيرة من الكحوليات وأنوف سوداء من شراهة التدخين ولا أعلم لماذا دائماً ما تكون أقدامهن وسخة جداً مع وجود الكثير من التقيحات عليها... طبعاً «إسرائيل» انتبهت إلى هذه النواقص الموجودة في البضائع الروسية وهي تحب أن تدخل إلى أسواقنا الاستهلاكية بالنوع نفسه من البضائع ولكن من الماركات الأفضل (الكمبيوترايز سيستم) وهي دائماً ما لديها الفائض من اللاتي ترسلهن شرقاً وغرباً.
الآن وبعد توقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية من قبل حكومتنا الرشيدة وفتح السوق البحرينية للبضائع الإسرائيلية البيضاء والحمراء، ومعرفتنا مسبقاً عن ماهية هذه البضائع المصدرة لنا يجب على كل زوجة بحرينية أو خليجية أن تتنبه جيداً لزوجها وتتزين له كثيراً وتمنع عليه الخروج من المنزل بتاتاً حتى لو كان بصحبتها لأن الإسرائيليات مشهورات بالجمال الصارخ، وقد أعذر من أنذر
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1119 - الأربعاء 28 سبتمبر 2005م الموافق 24 شعبان 1426هـ