العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ

المواطن البحريني «حقوقي» بالفطرة... لهذه الأسباب

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لم يكن مصطلح «حقوق الإنسان» على رغم قوته وكبر حجمه وتشعب تخصصاته بمصطلح جديد نعرفه في البحرين أو نسمع عنه وعن رجالاته المخضرمين والمناضلين أو حتى الطارئين على ساحته والذين بدأوا يعرفون اللعبة على الأقل، بقدر ما هو مصطلح على رغم حرمته في سنوات سوداء قاتمة امتدت الى سنوات سابقة إلا أنه مصطلح بدى يتنامى في الفترة الأخيرة حتى صارت أدوات ممارسته واستخداماته لم تقتصر على المعارضين بل هي امتدت الى الطرف الآخر من السلطة ممثلة في وزارة الداخلية وفي شرطة المجتمع تحديدا وهذا في حد ذاته ليس عيبا بل هو اعتراف في الطريق الصحيح على الأقل بشيء اسمه (حقوق).

لو رجعنا الى الوراء قليلا... ودخلنا في تفاصيل أكثر لتنامي هذا المصطلح (المرعب) الذي كان يمثل شبحا الى بعض الشخصيات والانظمة العربية... ومازال، لنرى أن لا أثر له في (بعض) الدول الخليجية مقارنة بالبحرين كثقافة ونشاط يمكننا أن نسميه (نشاطاً حقوقياً) على مختلف المستويات ومستوى الشباب مثالا لذلك، إذ تقام له الدورات المتخصصة وورش العمل المكثفة المختلفة، أو أن تكثر فيه الجمعيات والجمعيات المضادة (الحكومية) أو أن تكون له مراكز يقوم منتسبوها بعمل التقارير والبحث والتقصي في حقوق الناس المسلوبة والمنهوبة... وما أكثرها!

لنصل الى نتيجة مفادها أن البحريني تراه يصبح حقوقيا بالفطرة، وهذه نتيجة حتمية على ما أعتقد... فقد وصل على هذه الأرض ومن قديم الزمان وهو يرى هذه الانتهاكات بشتى ألوانها وأشكالها ابتداء من قلة أو حسرة الراتب! ومرورا بالإسكان وبيوتهم التي لا تختلف كثيرا عن القبور سواء في حجمهم أو تصميمهم! ووصولا الى (بعض) الحقوق السياسية الطبيعية التي لم يرها آباؤنا إلا في نهاية قطار أعمارهم، حتى وصلوا الى يقين لا شك فيه بأن المتنفذين يستطيعون عمل كل شيء وأي شيء من دون حسيب أو رقيب، ووصلوا الى يقين آخر بأن الامور كلها في الادارة تمشي على هوى ومزاج الشيخ! وجميع الواردات والصادرات والشاردات والداخلات والخارجات والمارات تخص أناساً بأعينهم لا يمكن لأحد أن يمسهم أو حتى يتكلم في موضوعهم قيد أنمله!

ولو أتينا لمقارنة وجود هذه الفطرة الحقوقية في بعض دول الخليج المجاورة مثل الكويت وقطر والامارات مثلا... فستراهم (أغلبهم) لا يعرفون عنه شيئا أو هو موضوع ليس بذات أهمية بالنسبة لهم... فهم ولدوا وفي فم (بعضهم) ملعقة من ذهب وآخرون من كريستال، ولدوا وهم يرون بيوتهم كبيرة وترعرعوا وهم يعرفون بأن كل فرد منهم يتزوج من مواطنة له مكافأة وكل ولد أو بنت له مكافأة أيضا، ولدوا ولم يروا أراضي تنهب وبحور تسور، وصلوا على الارض ليكبروا ويروا تاريخ آبائهم المادي والمعنوي مشرفاً... ترعرعوا على أن عدوهم واحد لا غير وهم اليهود!

فقد كثرت هذه المنظمات الحقوقية في العالم واختلفت أهدافها، فهي تجارة مربحة بالتأكيد، فكما لمراكز حقوق إنسان عالمية محترمة ضمير في بث تقارير عن البلدان، فهناك مراكز (تعتاش) على هذه الدول لتبث هي الاخرى تقاريرها المدفوعة الاجر لتعديل الميزان، فترى زبائن هذه المراكز الحقوقية في أغلبها دولاً عربية تشتهر بماضي حقوقي سيئ يميل لونه الى الرمادي الداكن؟!

إضاءة

نصيحة ثمينة لكم أعتقد أن وقتها الآن... ففي هذا العام يصادف صرف رواتب الموظفين مع بداية الشهر... فلا تكونوا كالمفجوعين في شراء أغراض شهر رمضان وكأن الاغراض ستنفذ من الاسواق، وتذكروا أن هذه الاغراض موجودة حتى في أصغر البرادات إللي بجوار منازلكم!

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً