العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ

العراق والعرب مرة أخرى

فاضل البدري comments [at] alwasatnews.com

لاشك في أن العراق اليوم ليس بأفضل حالا، وربما تكون وحدة العراق في خطر فعلا، مثلما يتخوف بعض المسئولين العرب، وخصوصا أن العراق أصبح منطقة تقاطع حادة إقليمية ودولية، وربما أكثر من ذلك لو استمر الحال كما هو عليه الآن. ولنقرب الصورة أكثر ونرسم سيناريو آخر لتسلسل الحوادث في العراق بعد سقوط نظام صدام في التاسع من ابريل/ نيسان ولو على سبيل التخيل أو التمني ونقول... ماذا لو حرصت الدول العربية على حماية حدود العراق بصورة جدية وصادقة وليس من على شاشات الفضائيات، ماذا لو أعادت الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية فورا مع العراق، ماذا لو عقد وزراء الدفاع العرب اجتماعا "ولو مرة في العمر" ليعلنوا أن القوات العربية على استعداد للمساعدة في إعادة تأسيس الجيش العراقي، ماذا لو هرع العرب إلى المبادرة بمشروعات استثمارية في سوق عراقية عطشى... ماذا لو عقد حزب البعث مؤتمرا استثنائيا في إحدى العواصم العربية لنقد الذات وأعلن طرد صدام وأركان نظامه وكل من شارك في ايذاء شعب العراق، ماذا لو شارك العرب السنة في الانتخابات الماضية مع باقي مكونات الشعب العراقي وبقوة وبالتالي المشاركة في صوغ دستور العراق وبقوة أيضا لتحقيق أهدافهم في الحفاظ على وحدة وعروبة العراق، ماذا لو دعت القيادات والمراجع السنية العربية أنصارها إلى الانخراط في قوات الأمن الجديدة إلى جانب اخوتهم في الوطن العرب الشيعة والأكراد والتركمان والمسيحيين؟ ماذا لو تحقق هذا السيناريو؟ بالتأكيد سيكون المشهد العراقي مختلفا جدا، ربما ليس مثاليا، لكنه بالتأكيد سيتجاوز الخطر والمخاوف، مع ذلك مازال هناك متسع من الوقت ومزيد من الفرص لتلافي الأخطاء لإنقاذ العراق قلعة العرب الحصينة، فحافظوا على قلعتكم أيها العرب لو كنتم صادقين، اما إذا بقيتم مكتفين بالفرجة والتعبير عن المخاوف فلن يكون العراق نهاية المطاف بالتأكيد، بل أول الغيث... فاحذروا المطر. أحد الحكماء، قال: إن الغباء أن تكرر الفعل ذاته وتتوقع نتيجة مختلفة

إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"

العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً