العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ

الشيعة والسنة وبناء الوطن

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

فتح جمال الدين الأفغاني النار في كتاب "تتمة البيان في تاريخ الافغان" على من يعملون على زرع عبوات ناسفة في عقول المسلمين السنة والشيعة ضد بعضهم بعضا. وذات يوم في التاريخ حيث علماء الإسلام كانوا منشغلين بالوحدة الاسلامية وليس ببناء الدكاكين السياسية اسسوا مجلة "رسالة الإسلام" الداعمة للوحدة بين الطوائف الاسلامية والتي تصدر عن دار التقريب بالقاهرة. يقول فيها الكاتب أحمد أمين: "قد يكون بين المذاهب الاسلامية اختلاف في الاجتهاد في تطبيق المبادئ الاسلامية ولكن لم يتعد هذا ان يكون في مسائل جزئية لا تنطبق عليها كلمة مذهب"... العلماء المثقفون في الزمن السابق كانوا احرص الناس على الوحدة الاسلامية وقد اسسوا دارا للتقريب، كانوا يعيشون تطبيعا اجتماعيا... السياسة كانت تطل بوجهها القبيح إلى البيوتات الاسلامية لكنها لم تستطع أن تكرس الازمة... كان هناك جنود من الطرفين يعملون على مد الجسور واقامة اللقاءات الوردية ولكن نظام المصالح يأبى الا أن يفرض نفسه على كل شيء بما في ذلك المصلحة الاسلامية. هذا اليوم ستشاهدون في الصفحة الثانية من صحيفة "الوسط" صورة جميلة للشيخ محمد جواد مغنية وهو عالم دين شيعي كبير يتوسط شيخ الازهر محمد الفحام وعميد الازهر الشيخ أحمد الشرباصي والصورة اخذت في 12/7/1971م. ان لهذه الصورة دلالات كبرى وتحمل معاني جميلة... ينبغي ان نعلقها في بيوتنا... أمام أطفالنا لنشربهم حليب الوحدة الاسلامية بدلا من حليب الطائفية. قرأت للداعية الاسلامي أحمد عمر عثمان كتبا جميلة واجمل ما فيها كتابه القيم "الوسطية في الاسلام" وعثمان رجل مولع بالتقريب بين المذاهب ومحب لاهل البيت "ع" ودائما ما يجاهد بقلمه ومحاضراته المتنقلة بين البلدان العربية ويعمل دائما على محاربة الدكاكين الطائفية التي تقوم على المتاجرة بالدين وبيع اللحوم التاريخية في السوق السوداء في "البازار السياسي". ذهبت إلى الداعية رئيس جامعة الأزهر أحمد عمر هاشم وجلست معه وأكلنا الفطور الصباحي مع بعضنا بعضا. وأنا اتحدث مع هذا الداعية شعرت بطهارة قلبه وعمق علمه وكان طوال وقته يركز على التعايش بين المسلمين والتسامح بين الاديان ويركز كثيرا على الوسطية وأهمية عدم التطرف في السياسة وفي الثقافة وفي التوجه العقائدي. فليحب الانسان عقيدته لكنه ليس بحاجة إلى ان يلقي الحجارة على الآخرين. نحن مدعوون للحب بين الاديان الاسلامية فكيف بيننا كمسلمين. اجمل صورة نقدمها لعلاقاتنا عندما نعمل في مؤسسات مشتركة وعندما نحيي علاقاتنا بزيارات عفوية غير موسمية. دعونا نقاتل بعضنا بعضا بالحب. الانقسامات المسيسة لا تنفع فنبحث عن العشرة في المئة من ايجابيات كل آخر. يجب ان نلغي بعضنا ونزيل بعضنا من الخريطة الدينية بكلمة من خمسة أحرف. في هذا العصر الحارق والمحترق نحن في أمس الحاجة لزيادة جرعة المحبة والتسامح فلنضع في كريات الدم - إضافة إلى الحمراء - والبيضاء كريات تسامح لنعيش بأمن وأمان وسلام لأجل ديننا ووطننا واجيالنا القادمة.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً