كم عام سنحتاج حتى نصل إلى ما وصلت إليه مسقط في مجال البلديات؟ سؤال محير نطرحه نحن مؤسسي العمل البلدي وأصحاب أول مجلس منتخب في العام . 1919 عندما تدخل مسقط، يسرق عينيك بريق الجمال الخلاب، نظافة الشوارع، لون المنازل الموحد، بل التصميم المتجانس. فليس هناك من يفتح نافذة سيارته ويرمي الأوراق، والأغرب من ذلك أن القانون في مسقط يعاقب من يترك سيارته من دون تنظيف على الشارع! متى سنصل إلى هذا الوعي؟ بلدية جميلة، تختلف كلية عن بقية الدول العربية ودول الخليج، أهله متحابون إلى أبعد الحدود، يملكون ولاء لا يجف ولا يخف للوطن، لذلك فهم يسعون إلى الرقي به ورفع اسمه عاليا. ومما يدهشك أكثر، نمط البناء المتقارب، حتى أنك تتساءل بشكل عفوي عما إذا كانت هذه البيوت هي بيوت إسكان، أم مجرد بيوت خاصة، تنسجم في البناء وفي اللون الذي غالبا ما يكون الأبيض المريح للعين. أشجار في كل مكان، فالبلدية على أتم الاستعداد لتزويد أي شخص بأنواع من الزروع أمام منزله إن كان لا يستطيع تجميل منزله. كما أن القانون يفرض على الجميع إعادة صباغة المنزل كل عام، ومن لا يملك المال فالبلدية تفتح باعها له وتزوده بكل ما يحتاج. المعادلة صعبة المنال حين نقارن الوضع في المملكة بعمان، ففي ثلاثين عاما استطاعت هذه الدولة النهوض والتفوق على بقية الدول لتصبح مثلا يحتذى به ويشار إليه بالبنان