ذكرت وكالات الأنباء أن ندوة عقدت في تونس في 24 سبتمبر/ أيلول الجاري تحت عنوانا "استطلاع الرأي العام" من تنظيم المعهد الجمهوري الدولي الأميركي "المنافس لمؤسسة ان. دي. آي الأميركية" بالتعاون مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتعاون الدولي. السفير الأميركي لدى تونس ويليام هودسن قال إن هناك "تحولا نوعيا في مجال الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وضرب مثلا بالبحرين والكويت ومصر، وعلق بان وضع المرأة بدأ "يتعزز أكثر فأكثر". البحرين اذا تعود الى الندوات الدولية ليضرب بها المثل من قبل الولايات المتحدة وعدد من المنظمات الدولية التي تدعو لنشر الديمقراطية، ويقترن اسم البحرين بالمزيد من الحديث عن تمكين المرأة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وهو أمر يفرحنا، ولكن يجب لا يعمي اعيننا أيضا عن النواقص التي مازالت تصاحب تجربتنا الديمقراطية، ومن بينها ان التمكين للمرأة قد يكون شكليا في كثير من الاحيان. الحديث عن النواقص ليس تشاؤما، بل على العكس، لان الذي يمتلك الشجاعة ليتحدث عن الجوانب السيئة والايجابية بهدف تصحيح المسارات المتبعة وتطويرها انما يمثل حالا متقدمة على اساليب المدح والثناء التي توزع مجانا في بلداننا العربية على من يستحق ومن لا يستحق، مادام في ذلك رضا للجهات الرسمية. البعض يشير الى أن المدح الأميركي انما يحدث تبعا لاجندة سياسية معينة، وان هناك "ثمنا"، ومن بينها الدخول في اتفاقات وبرامج قد تعبر الثوابت المبدئية. ومثل هذا الحديث ربما يكون صحيحا، ولكن يجب لا يشوش الصورة كثيرا. فالوضع الدولي حاليا يدفع باتجاه الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة، وبما ان هذه الموضوعات أصبحت على اجندة الاجتماعات في كل مكان، فإنه وبالضرورة لابد ان تتحسن الأمور، حتى لو كان ذلك التحسن أقل مما هو متوقع.