في لقائي مع تركي الدخيل "في قناة العربية وفي برنامج إضاءات" طرحت بعض قناعاتي في قضايا عدة، لكن ما أثار ضحكي هو هوس بعض ردود الفعل في عدم فهم بعض القضايا أو المفاهيم، منها على سبيل المثال قولي "إني محتاط" فلأول مرة أعرف أن جزءا كبيرا من شبابنا لا يعرف هذا المصطلح الفقهي فيظن أني اخترعته من انشتاين وليس من الفقهاء، في حين لا يوجد فقيه يرفض الاحتياط، ومفهوم ومصطلح الاحتياط في الرسائل العملية يتكرر أكثر من النقاط الجالسة مع حروف الأسطر، ولكن هي نفسها عنزة وإن طارت. اما بالنسبة للسيدفضل الله فلا أحد يزايد علي في احترامي لكثير من آراء السيد وطالما رشقت بالحجارة لأني لا اتحرج من طرح فتاوى هذا السيد المظلوم في الصحافة أو عبر سؤال من الشباب، بل أني أرى أن العقل الفقهي للسيد متقدم سنة ضوئية للأمام على وعي الناس لكني لا أحب أن افرض الآراء على أحد وأراه فقيها محترما يستحق كل التقدير والاحترام ولا اتحرج قيد انملة في أن اجيب على أي سائل يسأل عن حكم شرعي افتى به السيد ويكفي المسلمين فخرا ما قام به السيد من إنجازات عمرانية في لبنان آوت الفقراء والمعوقين والمرضى. اما عن زيارتي للكنيسة وجلوسي مع السفير البابوي وتوسع علاقاتي مع الكنائس في البحرين أو خارجها فهي محل اعتزاز بالنسبة لي وستكون مستمرة ومتواصلة وأنا هنا اطرح لأي أخ مسيحي أو شيعي أو سني إذا كان يعاني من مشكلة في الحياة وبإمكاننا أن نعرضها له في الصحافة فليس عندنا مانع، نحن يجب أن نعمل على تأسيس ثقافة إنسانية بين الناس تقوم على الاحترام ولكل مذهب خصوصيته فالسيدموسى الصدر كان يزور الكنائس وكذلك العلماء الكبار، بل أني وجدت غالبية ردود فعل المجتمع خصوصا الأوساط الثقافية وحتى الشعبية ترى في مثل هذه المفاهيم والعلاقات مفاهيم حضارية تستمد قوتها من الإسلام وإذا قرأنا ردود الفعل العربية والخليجية على ما طرح في المقابلة سواء عبر موقع العربية الإلكتروني أو الاتصالات التي وصلت ترى فيها أنها اعطت صورة متقدمة حضارية للمسلمين. اما بالنسبة لإيماني بنظرية السيدالخوئي فلست الوحيد في ذلك مع احترامي لكل النظريات الأخرى وتقديرها. أنا شخص أقرأ الفقه، وعشرات من الفقهاء يختلفون في المسألة الواحدة ألف اختلاف، لكنهم يلتقون على المحبة وعدم الكراهية، والسيدالخوئي فقيه كبير وجليل فينبغي عدم الخلط. اما بالنسبة لموقفي من المرأة فإني امتلك تأصيلا فقهيا لذلك بل ومدعوما من كبار العلماء أن المرأة بإمكانها أن تمتلك الولاية في ترؤس الدول... هناك بحث فقهي متين للشيخ محمد مهدي شمس الدين يؤصل إلى نظرية ترؤس المرأة للحكومة والدولة. قناعتي الثقافية والفكرية والفقهية المستمدة من أقوال عدة فقهاء أن من حق المرأة السياسي أن تقيم دولة وان تترأس الدولة مادامت ملتزمة بالضوابط الإسلامية، وأنا مقتنع بان جزءا من تخلف العالم العربي عدم وجود دولة عربية واحدة تحكمها امرأة. أوقفني مثقف "زعلان" على هذا القول، قائلا: "سيد، أنا وياك في كل ما قلته إلا في موقفك من المرأة. ألم تقرأ القرآن "وليس الذكر كالانثى""آل عمران: 36""، قلت له: يا سيدي لا تقرأ القرآن قراءة مسطحة فليس المقصود الخيرية والأفضلية، بل المقصود الغيرية أي الذكر يختلف عن الانثى كما تختلف البرتقالة عن التفاحة... بعدها حاول أن يوصل لي رسالة قائلا: "سيد مسامحة أخاف أتأخر "تكرم" زوجتي في السيارة تنتظرني". فعلا نحن نعيش في مجتمع ذكوري قبلي متخلف. صاحبي كان يقرأ القرآن قراءة ألمانية شوفينية، قراءة بعقل دجاجة وقلب حمار. أعتقد أن المرأة البحرينية مازالت مضطهدة في عدد كبير من بيوتنا. أعرف مثقفين يضربون زوجاتهم بالاحذية وينظرون في المؤتمرات أفضل التنظيرات عن حقوق المرأة، ومثقفين يسرقون رواتب زوجاتهم وإذا طالبت بحقها يهددها بالطلاق واحتجاز الأطفال، ومثقفين عيونهم زايغة في مراهقة على طريقة مراهق في الخمسين. لماذا لا تعطى المرأة الأرملة والمطلقة سكنا، لماذا لا توجد رقابة على الأحكام التي تصدر في المحاكم
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ