العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ

بين حمادة والغسرة... و"التجنيس الرياضي" في هلسنكي

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لست من المتابعين للشأن الرياضي بشكل مباشر، لكني اعتبر نفسي من المتابعين الجيدين له كحال أي بحريني ارتبط منذ صغره بهذا المجال. وقد دهشت كثيرا وأنا أشاهد "البطل البحريني" رشيد رمزي وهو يتحدث إلى قناة "الجزيرة" الرياضية بعد أن حقق ذهبية سباق 0051 متر في بطولة العالم العاشرة لألعاب القوى المقامة في هلسنكي عن إنجازه بلهجة غير بحرينية، وطبعا ليس هذا بيت القصيد، ولكن... هل استطاعت المؤسسة العامة للشباب والرياضة تحقيق الإنجاز الذي كان يطمح له كل بحريني من خلال "غير البحرينيين"؟ لا يمكن لأحد أن ينسى البطل البحريني أحمد حمادة، ولا البطلة البحرينية رقية الغسرة، اللذين تباهى بهما كل بحريني لأنهما مثلا البحرين والبحرينيين، إذ خرجوا من رحم هذه الأرض، وارتبطوا بأرضها ومائها وزرعها، خرجوا ليقولوا للعالم: نعم، إن البحرين قادرة على إنجاب الابطال وتربيتهم، وليس من خلال "التجنيس الرياضي". السؤال المطروح على المؤسسة الرياضية في المملكة: هل عجزتم عن اكتشاف الأبطال؟ وهل البحرين بحاجة إلى بطولات من غير أبنائها؟ وهل يعتبر ذلك فخرا لنا؟ البحرين كانت أول المنتقدين لدولة خليجية سارت على النهج الذي تسير عليه المملكة الآن، وكان ذلك على لسان مسئول كبير في هذه المؤسسة ومازال موجودا فيها، عندما قال: انظروا للاعبي ذلك المنتخب كلهم من "..."، عندما كانت هناك مواجهة بين منتخبنا ومنتخب تلك الدولة، وهو ما تفعله الآن هذه المؤسسة الرياضية، التي تصرف الأموال الباهظة من أجل إنجاز سيسجل في الكشوفات العالمية باسم البحرين، ولكن بسواعد غير بحرينية، فأي فخر هذا يا بلدي؟ بلدي بها الكثير من الطاقات، فمن هذه الأرض خرج حمادة وخرجت الغسرة وخرج علاء حبيل وكل لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم الذين صبرنا عليهم كثيرا ليخرج لنا منتخب واعد من أبناء هذه الأرض، فلو لم نصبر و"جنسنا" كما فعل الآخرون، فماذا سنجني من منتخب كرة القدم؟ أتمنى من رجل المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة إعادة النظر في سياسة "التجنيس الرياضي"، التي لن تخدم البلد ولن تنجب جيلا رياضيا، وإنما ستدمر الرياضة البحرينية. معظم الأسماء المطروحة الآن على ساحة بطولة العالم لألعاب القوى والتي تمثل المملكة هي أسماء غير بحرينية، تم تجنيسهم من أجل حصد ميداليات البطولات الرياضية للمملكة. في القريب العاجل قد نرى فريق كرة سلة وطائرة ويد وقدم وكل الألعاب من "مجنسين"، فعندما يعجز منتخبنا لكرة القدم عن تحقيق الإنجاز الذي يطمح له كل مواطن والوصول إلى نهائيات كأس العالم... هل سيلجأ اتحاد الكرة إلى شراء الفريق الكيني أو الكاميروني أو النيجيري لإيصال منتخبنا إلى كأس العالم؟ وهل تسعى المؤسسة العامة للشباب والرياضة من خلال صرف موازنتها كلها على جذب الساعين وراء المال إلى تحقيق الإنجازات لنا، وكأننا نشتري بمالنا من يقتل الرياضة لدينا؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً