"مجلس الأعمال العربي" الذي تشكل قبل أكثر من سنتين سيعقد اجتماعه السنوي الثالث في المنامة في الفترة 9 - 10 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، وهو موعد اختير لكي يتزامن مع انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني مع وزراء خارجية دول الشرق الأوسط والذين وافقوا على المشاركة في أعمال "منتدى المستقبل" الذي سينعقد في 10 و 11 نوفمبر المقبل. ومن المتوقع حضور أكثر من مئة شخصية تنفيذية هذا المؤتمر الذي سيتطرق إلى أربعة محاور، هي: الحكم الصالح، اتفاقات التجارة الحرة بين أميركا والدول العربية، الشباب والتعليم، وإصلاح الإعلام، بحسب ما قاله المشرفون على المؤتمر. القطاع الخاص العربي سيطرح موضوع "إصلاح الإعلام العربي"، على اعتبار أن "الإعلام المستقل والمسئول مازال غائبا بشكل عام في البلدان العربية"، وأنه من أجل أن ينجح الإصلاح فإنه بحاجة إلى قنوات للتعبير عن الرأي، وأن هذه القنوات يجب أن تحترم القيم الديمقراطية والشفافية في العمل التجاري والقيم الأخرى التي تتحكم في نشاط السوق. الإعلام العربي فشل في مهمته ليس لأنه من دون مال، بل على العكس من ذلك. ولكن المشكلة أن المال كان "ولايزال في كثير من الأحيان" تدفعه بعض الحكومات التي لا تهمها الكلمة الصادقة والمستقلة بقدر ما يهمها التسويق لأيديولوجية معينة، أو لمصالح محددة، تسعى إلى الاستحواذ على مفاصل السلطة السياسية والاقتصادية في هذا البلد أو ذاك. الإعلام الناجح هو الذي يعتمد على قيم المهنية والاستقلالية والمسئولية في الطرح، ويكون محترما للقوانين والضوابط التي تتحكم في السوق. فالمنافسة الشريفة تشترط أن تكون الأرض "مستوية" وأن يعمل الجميع ضمن بيئة واحدة، وألا يكون هناك دعم مادي لهذا الطرف على حساب أطراف أخرى. فجميع اللاعبين لديهم الرسالة والرأي والخبر والتحليل وغيرها من المحتويات التي تحدد مدى قدرة هذه الوسيلة أو تلك على اجتذاب جمهورها. إن انعقاد مؤتمر "مجلس الأعمال العربي" في المنامة في نوفمبر المقبل وطرحه محورا لإصلاح الإعلام العربي أمر مناسب للبحرين التي شهدت في الفترة الاخيرة انطلاق الصحافة بشكل مختلف عن الماضي. والبحرين اليوم يمكنها أن تشير إلى أن أحد عوامل نجاح تجربتها يكمن في وجود منافذ للتعبير عن الرأي الحر والمستقل، وأن من مصلحتها رعاية هذه الاجواء. من المتوقع أيضا أن يناقش مؤتمر مجلس الأعمال العربي عددا من التقارير الوطنية بشأن التنافسية، ومن المتوقع أيضا أن يقوم المجلس الوطني للتنافسية الذي أنشئ أخيرا بنشر أول تقرير له عن التنافسية في البحرين. والمشرفون على التقارير بإمكانهم دراسة الساحة الإعلامية البحرينية للإفادة من الدروس المستوحاة من التجربة التي تمر بها البحرين، ونوعية المحفزات التي أدت إلى نجاح جوانب منها، والمعوقات التي تواجهها. إن تجربة البحرين في مجالاتها المختلفة تستحق أن تكون مجالا للدراسة والتمعن، لأن لدى البحرينيين الكثير من الإيجابيات التي يتميزون بها، كما أن هناك سلبيات، والحكمة هي في دراسة التجربة عن وعي ومن ثم تعزيز نقاط القوة، وإزالة أكثرية نقاط الضعف.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ