العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ

خفافيش الفتنة "للخلايا النائمة"... تستيقظ!

أحمد البوسطة comments [at] alwasatnews.com

للشاعر العراقي المعروف أحمد مطر "لافتة شعرية" بعنوان: "هابيل يا قابيل"، يقول فيها: "هابيل يا قابيل. .. لو لم يرد ذكركما في محكم التحكيم... لقلت مستحيل... من زرع الفتنة بينكما... ولم تكن في الأرض إسرائيل؟!". قبل أسبوع تقريبا، وبينما كان سماحة الشيخ علي الكوراني يتحدث في مأتم رأس الرمان، تفاجأ أهالي المنطقة الذين "يبركنون" سياراتهم على الضفة الأخرى في ساحة المنطقة الدبلوماسية المقابلة للمسجد الكبير بـ "سيديات" مثبتة على سياراتهم تحمل عنوانا اختير بدقة على خلفيته لتصفحه، وهو: "الحسين سفينة النجاة"، غير أن مضمون هذه "السيديات" "C D - R" يحمل في طياته زرع فتنة وكارثة كبيرة استمرارا لموجة رفع اللافتات المسيئة لطائفة ضد أخرى، التي خبرناها من قبل لإلهاء المواطنين عن قضايا أهم من النفخ في المسألة الطائفية التي تؤدي في النهاية إلى الاحتراب في عصر يطلق عليه: "عصر الحوار والتفاهم وعصر التعارف والتقارب"، وتسمية الأشياء بمسمياتها حتى لا يستفيد المتربصون "ورثة المستعمرين" من السلاح الفتاك "فرق تسد"، وعزلهم عن المجتمع، بدل الدخول في مماحكات فقهية مذهبية؛ فهذا يتشيع لعلي "ع" وذاك يتمذهب لمعاوية! مخرج هذا الـ "C D - R" اختار عنوانا استفزازيا يثير النعرات الطائفية، ويؤجج المشاعر، وهو: "إضاءة الفانوس على حقيقة الرافضة المجوس"، وهات من عناوين فرعية بالصوت والصورة مثل: "الشيعة وطلب الشفاء من الحيوانات" و"علماء الشيعة والتطبير"، و"هلاك طاغية المجوس"، والمقصود به آية الله الخميني "قدس"، وعنوان عن الإمام المهدي المنتظر "عج"، إذ سماه المخرج أبوالفتن "أخوكم أبوعبدالله" بـ "بوصلوووح!" استخفافا بمقامه؛ وباختصار شديد فإن حجم "السي دي" المسجل بالصوت والصورة المسيئة 516 MBلأكثر من ساعتين، فكان من الأجدر في هاتين الساعتين مناقشة قضايا أكثر أهمية تهم البلاد والعباد، أو الاسترشاد بالآية الكريمة: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" "النحل: 125". في مصلحة من تثار هذه المسائل الآن؟ ومن المستفيد من طرح هذه الموضوعات المثيرة الآن؟ ونفتش عن من وراءها من خفافيش الفتنة، فهل هي "خلايا نصف نائمة" قد استيقظت، أم أن وراء هذه الطفيليات إن؟! هل نفتش في الاقتصاد أم في السياسة، أم نعتبر ذلك مرضا طفوليا نجد من يصفه من "دعاة البحرين المزايدين" بالصبية الشجعان، ويدافعون عنه من منطلقات "حرية الرأي والتعبير"، وهم يعملون بالخفاء متسترين بظلام الليل الحالك، بينما المعارضة تعمل في العلن أمام بصر وسمع الحكومة والناس؟! أيهما أهم، مناقشة الموضوعات الحساسة مثل الفساد الإداري والمالي والتخريب البيئي، أو التجنيس السياسي، أو المسألة الدستورية، وحزمة القوانين، وما ينتظرنا من تشريعات تكمم الأفواه، أم طرح موضوعات "الرافضة المجوس" وتشويه طائفة كريمة لها ثقلها السياسي والمجتمعي والديني والعددي؟! في الورقة التي قدمها إبراهيم شريف السيد في ندوة لندن، وهو خبير اقتصادي مرموق، كانت عن الفساد، وأعطى أرقاما مذهلة لحجم الفساد الذي ينتشر في البلاد، ويعاني منه جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم، وتطرق إلى تقدير قيمة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في غياب قانون ينظم توزيع الأراضي الحكومية البرية والبحرية بخمسين مليار دولار، في الوقت الذي لم يرد المسئولون على هذه الأرقام، لا بالمبالغة لحجم الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، ولا بالزيادة أو النقصان، ألا يكون من الأجدر أن يطرح خفافيش الظلام حجم المسائل هذه، بدل بث روح الكراهية بين المواطنين، واشغالهم بمسائل تتعلق حتى باستخفاف طريقة صلاتهم على التربة الحسينية، أو صلاة يوم الجمعة الجماعية، أو منتجة أحاديث لتحقير طائفة على حساب طائفة أخرى لشق التقارب الوطني، ونشم منها رائحة الكراهية والتحقير لشريحة واسعة من المجتمع لها طقوسها ومقدساتها ومعتقداتها الدينية؟ ألم يحن الوقت لأن تقوم وزارة الداخلية بدورها، للكشف عن هؤلاء الذين يصبون الزيت على النار ليحرقوا كل زاوية من زوايا البحرين بعصبياتهم المجنونة، وكشف نواياهم التي تضمر الشر والضغينة للبحرينيين من الطائفتين الكريمتين؟! هذا... أول الكارثة! ولا نبالغ حين نقول ان "الخلايا النائمة" لقوى الظلام والظلامية قد استيقظت، فما على الشرفاء إلا اليقظة والحذر لإحباط مخططاتهم الشريرة.

العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً