العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ

مقاطع ما قريتوها

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

الغالبية العظمى من كتاب الأعمدة في الصحف البحرينية عموما والذين هم ليسوا من الكادر الوظيفي للصحيفة (ليسوا موظفين)... هذه الغالبية تعاني أحيانا من صدور أعمدتها (في بعض الحالات) وهي مقطعة وغير متزنة ولاتؤدي عند قراءة الموضوع إلى جمل مفيدة للقارئ... إنما هي مثل الطريقة التي يتكلم بها الممثل يونس شلبي في مسرحية (مدرسة المشاغبين) يعني (ما بيجمعش)... طبعا نحن لانلوم رؤساء التحرير في الصحف البحرينية على ذلك التقطيع لأنه من مسئوليتهم الحفاظ على كيان صحفهم وعدم نشر ما يضر الصحيفة، وكل رئيس تحرير لديه الكثير من الإلتزام تجاه المساهمين في الصحيفة وتجاه الشركات الراعية والشركات المعلنة، والأهم من ذلك هو إلتزام الصحف تجاه السلطات والقضاء البحريني العادل الذين لايقبلون بنشر كلام ضد هذا أو ذاك من دون إثبات أو هدف مقنع للرأي العام أو معلومات تثير البلبلة في المجتمع... ونحن كتاب الأعمدة غير الموظفين نتفهم ذلك ونتقبله بصدر رحب ولكن قراء الأعمدة أحيانا لا يعرفون أن مقص الرقيب في الصحيفة قد عمل ما عمل في المقال من دون الرجوع لهم لتصحيح ما يمكن تصحيحه وحذف ما يستوجب حذفه... فتخرج جمل المقال المتتالية واحدة تتكلم عن شيء والتي بعدها عن شيء آخر في معنى آخر ويصبح المقال ليس له معنى وكاتب المقال (ما بيجمعش) في نظر القراء...

الفرق بين كتاب الأعمدة الموظفين في الصحف والآخرين الذين هم ليسوا موظفين في الصحف التي يكتبون بها أن كاتب العمود الموظف يعرف ما هو مسموح وما هو ممنوع بدرجة مئة في المئة وذلك بحكم قربه من مصادر القرار في الصحيفة ووجوده في الاجتماعات التي يعقدها رئيس التحرير، وإذا حصل وكتب كلمة أو جملة لاتعجب رئيس التحرير (وهذا نادر) فإنها (ملحوقة) وبكل سهولة يتمكن من حذفها أو تصحيحها بطريقة لا تمكن القارئ من ملاحظة أي تقطيع في المقال لأن الكاتب والحاذف والمصلح هو الشخص نفسه والتصليح بإسلوب الكتابة نفسه... أما كاتب العمود الذي هو ليس موظفاً في الصحيفة فإن معرفته بالذي يسمح به والذي يودي في داهية قد تكون في حدود تسع وتسعين في المئة ولكنها لايمكن أن تكون أكثر من ذلك، وعلى هذا الأساس فإنه إذا حصل وكتب كلمة أو جملة (من دون قصد) وفيها شبهة فإن المقص يكون دائما جاهزاً من دون أن يتم تصحيح ما كتب بالخطأ أحيانا، وفي أحيانا أخرى يتم التصحيح من قبل شخص آخر وليس من قبل الكاتب نفسه فتخرج الجمل الناقصة التي ليست لها معنى أحيانا أو التي يكون معناها مضحكا ويصبح كاتب المقال أمام قرائه (ما بيجمعش)... وهذا ما يرجع بي للوراء ويذكرني بأيام سنوات نهاية الخمسينات والستينات عندما كانت المحطة التلفزيونية الوحيدة التي نشاهدها في البحرين هي محطة أرامكو، وبحكم وجودها في بلد الإسلام فإنه يمنع عليها أن تعرض الرقص الشرقي أو المشاهد الساخنة، وعندما كنا نشاهد الأفلام العربية أو الأجنبية نتفاجأ بعدم الربط بين المشاهد فإذا كان الممثل ذاهباً إلى بيت خطيبته يفتح الباب ثم نجده جالساً على البحر لمدة ثوان وإذا هو يسوق السيارة لأن منظر لباس البحر للسيدات كان ممنوعاً أيضا... والآن حظر الدش وأصبح كل ممنوع موجوداً.

في التمثيليات والمسلسلات الخليجية التي تعرض في تلفزيونات المنطقة يتم عرض (مشاهد ما شفتوها) بعد نهاية الحلقات طبعا بعضه مفبرك وبعضه صحيح ولكنها على كل حال ممتعة للمشاهد... وعلى هذا الأساس نحن (كتاب الأعمدة) نحتاج إلى عرض (مقاطع ما قريتوها).

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1115 - السبت 24 سبتمبر 2005م الموافق 20 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً