خيرا فعلت جمعية الوفاق عندما حسمت موقفها لصالح الرأي المرتفع والمنادي بتسجيل الجمعية. لقد وضعت عربتها على السكة الصحيحة ونتمنى أن يوصلها القطار السياسي إلى بوابة البرلمان للمشاركة في عملية تصحيح الوضع من الداخل لصالح المجتمع البحريني ولصالح الوطن... اتضح الآن أن المزاج الشعبي يتجه نحو التسجيل ودعم موقف الشيخ عيسى قاسم في ذلك... وهذا الخيار هو خيار واقعي ووطني ويصب في صالح التنمية السياسية والاقتصادية. الاقتصاد البحريني يحتاج إلى دعم وإلى جو هادئ، فكلمة في البرلمان تؤتي أكلها أفضل من مسيرة في الشارع في غالبية الأحيان. الاستناد إلى جدار المقاطعة كاد يهوي بنا جميعا، ففي الوقت الذي كانت سماء البرلمان تمطر لبنا وعسلا على بعض النواب "الخائبين" " أقول بعضهم " كان الفقير في الشارع وعلى الرصيف بلا ملعقة. البرلمان ليس مغارة علي بابا، ولكن كان فيه جزء من الاستحقاقات فقدها المواطن البحريني المحرقي والستراوي والرفاعي والمنامي والدرازي... إلخ من المناطق لأنه اما عزف عن المشاركة أو أوصل بعض النواب الطيبين وغير المؤهلين. المعايير الانتخابية الخاطئة تزيد في إضعاف البرلمان. لا نريد متدينا بعقل دجاجة يفرخ بيضا للناس بدلا من أن يحل مشكلاتهم، نريد متدينا يحمل عقلا استراتيجيا، يحمل وعيا، يحمل أفقا معرفيا، له قدرة على النقاش ومتانة في معرفة دقائق الأمور ويحمل ضميرا وكفاءة علمية عالية وما أكثرهم في الساحة البحرينية. عينان أرى بهما في السياسة أفضل من 4 مغمضة. في البرلمان لا نريد نائبا إلكترونيا يتحرك على بطارية لأن النائب الإلكتروني إذا تحول إلى ظاهرة برلمانية سيفقد البرلمان البقية المتبقية من الصلاحيات، فقد يفقد المناعة ضد الأمراض فيكون أسير ذبحات قلبية أمام أي ملف وطني. أتمنى من كل الجمعيات أن تشترك في توليفة وطنية "اسبكتيه" قائمة على الشراكة الوطنية وكل الاطياف لتكون الوحدة الوطنية حاضرة في البرلمان، لنترافع عن كل المواطنين سنة وشيعة وأقلية مسيحية، فهناك أيضا عشرات من العوائل السنية تعيش فقرا وتحتاج إلى دعم، تحتاج إلى متابعة. المقاطعة حفرة في التاريخ يجب أن نقفز فوقها لنكون شركاء في بناء الدولة وفي صناعة التنمية. لا نريد أن يكون هناك مواطن معزول عن الساحة التنموية، لا نريد صوفية سياسية تسبب لنا تقاعدا ذهنيا... ليس دور المواطن البحريني أن يجمع عظام الموتى وراء كل حادث تاريخي مهم. البكاء على أرصفة الحزن وعلى محطات السياسة يسبب لنا أمراضا سيكولوسياسية... يجدر بي أن أكرر مقولة أديبنا الكبير محمد الماغوط حينما، قال: "لا يوجد عند العرب شيء متماسك منذ بدء الخليقة حتى الآن سوى القهر" في البرلمان يجب أن ندفع باتجاه ترسيخ ودعم المشروعات التنموية والاقتصادية... نريد نوابا يترافعون عن مجمع السلمانية الطبي... عن مطبخه الذي عندما شاهدت صوره، قلت: أين الرقابة؟ ليس على العمال المسحوقين وانما على بعض المسئولين في الوزارة. زوجتي وأبنائي وقع لهم حادث فظيع جاء الإسعاف أخذهم... وفي الطوارئ مصائب سأذكرها لاحقا. اما عن قصتي مع إدارة المرور والحادث الفظيع، فهناك تفاصيل وتفاصيل لا تنهي حزني ووجعي فليس لدي في المرور حزن شخصي بقدر ما هو حزن قومي... كانت تصلني شكاوى عن هذه الإدارة. سأدخل هذه الإدارة بالقانون وسأوصل ما أراه إلى الوزارة لثقتي في بعض مسئوليها بعيدا عن الصحافة. اما قضية طارق الفرساني فيتعاطى معه كأي مواطن عادي. بعض الأبطال العرب الذين نالوا شرف الجنسية البحرينية وفر لهم منزل واستحقاقات كبيرة وراتب... أعتقد أن طارق أولى. كان يراد أن يعطى منزلا في مدينة حمد وذلك يعني ضياع الإنجازات، فالمدينة بلا صالات والرجل يعد نفسه لبطولة العالم في السنة المقبلة. أملنا في سمو رئيس الوزراء أن يمنحه بيتا يليق به وليس شرطا أن يكون بيتا إسكانيا وان تسدد قروضه وقروض زوجته وان يرسل إلى معسكرات في الخارج هو وأبطال الاتحاد كي يتهيأوا للدورة القادمة فكل المجتمع فرح لموقف سمو رئيس الوزراء في دعمه المتواصل لهؤلاء الأبطال.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1114 - الجمعة 23 سبتمبر 2005م الموافق 19 شعبان 1426هـ