كشفت مصادر مقربة من التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أن محققي الأمم المتحدة سيستعدون الشهر المقبل لتوجيه اتهاما مباشرا إلى الحكومة السورية باغتيال الحريري. ونقلت صحيفة "الغارديان" عن المصادر قولها: "إن الأدلة تتزايد بشأن تورط سوري في الجريمة، وخصوصا بعد أن زعم منشق سوري بأنه كان موجودا في الغرفة التي تم فيها التخطيط لاغتيال الحريري". وأضاف "أن الدليل الذي انتشله فريق الغطاسين البريطانيين الذي يعمل مع فريق التحقيق الدولي من قاع البحر لعب أيضا دورا مهما في سير التحقيق". وأضاف المصدر أن ميليس "سيسمي عددا من كبار المسئولين السوريين المتنفذين كمشتبهين في اغتيال الحريري"، موضحا أن "الفريق الدولي التقى صهر الرئيس بشار الأسد، آصف شوكت بالإضافة إلى 9 مسئولين سوريين آخرين". ومن جانبه، أفاد مكتب الأمم المتحدة في بيروت أن "لجنة الحريري" عادت إلى بيروت من أجل إبلاغ رئيسها بنتيجة مهمتها في دمشق. ورفضت الأمم المتحدة حتى الآن كشف هوية المسئولين السوريين الذين استجوبتهم اللجنة، إلا أن الصحف اللبنانية أشارت إلى أن اللجنة استمعت إلى نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الداخلية غازي كنعان، ورئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان رستم غزالة، بالإضافة إلى اثنين من مساعديه هم محمد خلوف وجامع جامع. وعلى صعيد متصل، توقعت مصادر سياسية لبنانية أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من ردود الفعل بشأن مؤتمر دعم لبنان الذي عقد في نيويورك أخيرا للدول المانحة في ظل رفض لبناني لأي أثمان سياسية يمكن أن تدفع مقابل ذلك. ومن المنتظر أن تكون جلسة مجلس النواب التي ستعقد الأربعاء المقبل منبرا للتعبير عن كل هذه المواقف وهي الجلسة التي سيسبقها لقاء بين رئيس المجلس نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وكان السنيورة ألهب الأجواء اللبنانية عندما دعا الرئيس إميل لحود إلى الاستقالة، وخصوصا بعد اعتقال المسئولين الأمنيين الأربعة، وهو ما رد عليه لحود أنه "لا أسباب تبرر استقالتي"، مؤكدا استمراره في منصبه حتى نهاية الفترة. إلى ذلك، قال الباحث السياسي جوزف بحوت إن باريس تستحق أكثر من أي يوم مضى أن تحمل اسم "لبنان الصغير" الذي لجأ إليه سياسيون لبنانيون عديدون منذ بضعة أسابيع لأسباب أمنية، ولكن أيضا من أجل التحضير "لخلافة" لحود. ومن جهة أخرى، قال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الأول إن الأمين العام للمنظمة كوفي عنان أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أن الجدال الدائر بشأن مزارع شبعا "شوكة لابد من نزعها".
العدد 1114 - الجمعة 23 سبتمبر 2005م الموافق 19 شعبان 1426هـ