العدد 1113 - الخميس 22 سبتمبر 2005م الموافق 18 شعبان 1426هـ

طريق بوش لإعادة الهيبة... طويل

أبقت الصحف الأميركية اهتمامها في دائرة تداعيات "إعصار كاترينا" و"الفشل الأميركي" في العراق، إذ تتصاعد الهجمات الدموية. لكن المعلقين ركزوا على المصير السياسي للرئيس الأميركي جورج بوش الذي لاحظ الجميع أنه يجهد لتحسين صورته بعدما هزتها "كاترينا" و"جثث" القتلى في العراق. لكن هناك مقال يعيد تصاعد التفجيرات الانتحارية إلى صراع الأفكار داخل المجتمع الإسلامي، إذ بدأ الإسلام التقليدي يقاوم الهجمات الشرسة التي يشنها السلفيون عليه.

"غلوبل إنتلجنس": أرصدة المتمردين بدأت بالنفاد

واعتبر "غلوبل إنتلجنس" "مركز الدراسات الاستراتيجية والجيوسياسية" من على موقعه على الانترنت أن سلسلة التفجيرات التي هزت بغداد تشكل أعنف عملية "جهادية" منذ 92 ابريل/ نيسان الماضي أثناء أول اجتماع للجمعية الوطنية العراقية. واعتبرها أيضا ردا على العملية التي ينفذها الجيش الأميركي في شمال وغرب العراق ومحاولة من الحركات الجهادية لإثبات أنها مازالت قادرة على تنفيذ عمليات مركزة ودموية. غير انه لاحظ على رغم هذه الدموية فإن وتيرة العمليات تراجعت في الفترة الأخيرة، ففي حين بلغ عدد العمليات الضخمة في شهر يوليو/ تموز الماضي 93 عملية انخفض عددها إلى 22 في أغسطس/ آب الماضي. في حين لم تتعد الاثنتين حتى 41 سبتمبر/ أيلول الجاري. إذ اعتبر المركز ان هذا الانخفاض قد يكون مؤشرا إلى ان المتمردين بدأت "تنفد" أهم أرصدتهم التي يعتمدون عليها والمتمثلة بالانتحاريين. كما اعتبر ان الشريط المسجل لزعيم تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي الذي أعلن فيه الحرب على الشيعة، هو دليل على تراجع الدعم السني للتمرد. فبعد الاتفاقات التي عقدها زعماء سنة مع الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة، بدأ السنة يشعرون أنهم أقل حاجة إلى الجهاديين الأجانب. وبالنتيجة فقد وجد "الجهاديون" أنهم لا يملكون الحرية الكافية للتحرك وهو ما يبرر تراجع وتيرة العمليات في الأشهر الأخيرة.

"واشنطن بوست": حرب الأفكار داخل العالم الإسلامي

ورأى ديفيد إغناطيوس في "واشنطن بوست"، انه على رغم أن أحدا لا يثير هذه المسألة، فإنه من المؤكد ان ثمة حرب أفكار داخل العالم الإسلامي. وشدد على ان هذه الحرب يومية تدور رحاها داخل المساجد وحلقات الدراسة والاحتفالات المتلفزة. وعلى رغم ان هذه الحرب كلامية فإن نتائجها خطيرة ومميتة والدليل الأبرز على فعاليتها هو عدد من يفجرون أنفسهم في مناطق عدة وخصوصا في العراق. ولاحظ ان الإسلام التقليدي يتعرض لهجمة كبرى من قبل مجموعة من المتزمتين والمتطرفين يطلق عليهم السلفيون. لكنه أكد ان الإسلام التقليدي بدأ يقاوم الهجمات الشرسة التي يشنها السلفيون عليه. مشيرا إلى دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى لقاء المفكرين المسلمين في مكة للنظر في ما آلت إليه الأحوال نتيجة التحريض على الآخر والتهويل بجهاد مزور. وختم معتبرا أن المسلمين التقليديين يشعرون بأن السلفيين الأصوليين يسلبون دينهم منهم، لذلك بدأوا يواجهونهم وهم يعتبرون ان ثمة حرب أفكار لابد من أن ينتصروا فيها. وأكد ان الشباب المسلم لا يريد أن يعود بأفكاره إلى القرن السابع وإنما أن يعيش بكرامة في القرن الواحد والعشرين.

نبرة بوش "التصالحية" في الأمم المتحدة

وعلق غلين كيسلر في "واشنطن بوست" على خطاب بوش في الأمم المتحدة، فلاحظ انه اتسم بنبرة تصالحية بخلاف خطابه قبل ثلاث سنوات، الذي طرح فيه خيار الحرب على العراق وتوقع للمنظمة الدولية أن تصبح غير ذات صلة "irrelevant" إذا أخفقت في التحرك في الوقت المناسب ضد العراق. أما الآن فقد أثنى على العمل الحيوي والمثل العظيمة للأمم المتحدة وعلى جهودها لتحقيق الإصلاحات. واستعرض أبرز نقاط التباين، فبوش كان يكتفي بإدانة الإرهابيين بينما طرح هذه المرة اقتراحات لمواجهة ظاهرة الإرهاب عبر القضاء على الظروف التي تساعد في نموها.

"نيويورك تايمز": رئيس يحاول إعادة رسم صورته

و"من بين الأنقاض... رئيس يحاول إعادة رسم صورته أيضا" هو عنوان مقال ريتشارد ستيفنسون في "نيويورك تايمز" علق فيه على خطاب الأمة الذي ألقاه بوش في "نيو أورليانز" المنكوبة. فلاحظ ان رئيس الحرب والسلام، برز أخيرا في صورة غير مألوفة هي صورة الرئيس "المحلي". فعنف الإعصار "كاترينا" والرد البطيء لإدارته وضعاه أمام قضايا جوهرية مثل الفقر والتمييز العنصري اللذين عراهما الإعصار. وإذ حاول بوش أن يستعيد ما فقده، أي صورة القائد الصلب بسبب رياح "كاترينا" وارتفاع عدد القتلى الأميركيين في العراق، عبر الكاتب عن شكوكه في أن ينجح في إعادة الاعتبار، وخصوصا ان "نيو أورليانز" لم تكن عاملا باعثا على الطمأنينة. إعادة "الهيبة" طريقها طويل وفي السياق، لاحظ دان بالز في "واشنطن بوست" أن بوش يعمل جاهدا لإعادة الاعتبار إلى موقعه ومكانته. والسؤال هو هل الأضرار التي لحقت به ستحد من قدرته على الحكم خلال ما تبقى من ولايته، وتقلص فرص نجاح إعادة بناء المناطق المنكوبة واعمار العراق. فرجح أن تستغرق عملية إعادة الاعتبار إلى رئاسة بوش الوقت نفسه الذي ستستغرقه إعادة بناء "نيو أورليانز". لافتا إلى أنه نظرا إلى الأعباء الإضافية للعراق والاقتصاد الأميركي فإن طريق بوش إلى إعادة الهيبة إلى رئاسته سيكون طويلا وأكثر صعوبة

العدد 1113 - الخميس 22 سبتمبر 2005م الموافق 18 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً