قال رئيس الأمن العام بوزارة الداخلية اللواء الركن عبداللطيف الزياني في مؤتمر صحافي عقد بعد حفل التخريج الذي أقيم في مقر الأكاديمية الملكية للشرطة بقرية جو لتخريج الدفعة الأولى من شرطة المجتمع والدفعة الأولى من المستجدات الجامعيات: "إن من المقرر أن تنتهي الوزارة من إعداد 500 من أفراد شرطة خدمة المجتمع من كلا الجنسين مع نهاية العام 2006"، مشيرا إلى "أن الدفعة الأولى التي تخرجت يوم أمس والدفعات المقبلة حتى اكتمال 500 خريج وخريجة ستتدرب بشكل عملي في مديريات شرطة المحافظات الخمس، على أن يتم توزيعهم على مراكز الشرطة مع اكتمال 500 خريج وخريجة". وذكر الزياني "أن مشروع شرطة خدمة المجتمع طور نموذجا موجودا في الدول الأخرى ليتناسب مع النموذج البحريني، إذ تم عمل زيارات ميدانية لتلك الدول وأجريت دراسة بشأن هذا المشروع". وفي سؤال عما إذا كانت الوزارة عمدت إلى تطبيق مشروع شرطة خدمة المجتمع بسبب انتشار الجرائم في المجتمع، قال الزياني: "إن الوزارة تدرس الأسلوب الذي تم فيه جمع المعلومات في الفترة السابقة بشأن الجرائم، وقد لاحظنا أن 56 في المئة من الجرائم تقع بسبب سلوك اجتماعي، ونحن نأمل أن يساعد أفراد شرطة المجتمع في التقليل من هذه النسبة"، نافيا أن يكون عمل أفراد شرطة خدمة المجتمع شبيها بعمل جهاز الأمر بالمعروف. وتحدث الزياني عن رؤية الوزارة، إذ قال: "إن الرؤية المستقبلية لوزارة الداخلية تتركز في حماية الديمقراطية والبعد عن التسييس والمحافظة على مبادئ حقوق الإنسان والوصول إلى تقنية عالية في التدريب والاتصالات وإدارة المعلومات". وعن الصعوبات التي تواجه عمليات التحديث والتطوير، ذكر رئيس الأمن العام "أن وزارة الداخلية وضعت برنامجا لتدريب الضباط وضباط الصف من أجل قيادة التغيير، وقد لاحظنا وجود تقبل من قبل جميع المنتسبين في الوزارة لعملية التطوير والتحديث". وفي سؤال عن مدى إمكان الشرطي الابتعاد عن التسييس، أجاب الزياني "بأن الهم الأول هو التدريب والمتابعة، وتحاول الوزارة من خلال أجهزتها حماية عناصر الأمن العام من التسييس، وهنا نشير إلى أنه من حق المنتسب المشاركة في الانتخابات، ولكن لا يحق له الانتماء إلى الجمعيات السياسية، والقصد من ذلك الحفاظ على حيادية المنتسبين إلى وزارة الداخلية، إذ من المفترض أن يؤدي عمله بما يفرضه عليه القانون". وكان آمر الأكاديمية الملكية للشرطة العقيد إبراهيم حبيب الغيث ألقى كلمة في حفل التخرج تحدث فيها عن المناهج الدراسية والتطبيقات العملية التي تلقتها الدفعة الأولى من المرشحات الجامعيات، وكذلك الدفعة الأولى من شرطة خدمة المجتمع. وبعدها تم استعراض الطابور أمام المنصة، وأدى الخريجون والخريجات بعدها القسم، وقام وزير الداخلية بعدها بتكريم المتفوقين وتوزيع الشهادات. يذكر أن عدد المرشحات الجامعيات بلغ 12 خريجة، فيما بلغ عدد خريجي وخريجات الدفعة الأولى من شرطة المجتمع 190 خريجا وخريجة.
قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمته في حفل التخرج يوم أمس: "إن إعداد الضباط الجامعيين يعد نظاما متطورا في مجال العمل الشرطي من شأنه المساهمة في إمداد جهاز الأمن العام بكفاءات بحرينية على مستوى عال من التدريب والجاهزية والقدرة الاحترافية". وأضاف "أن دعم جهاز الأمن العام بشرطة متخصصة في خدمة المجتمع، يأتي في إطار التحديث والتطوير الشامل، الذي تضمنته استراتيجية البناء لوزارة الداخلية، ويمثل نظام شرطة خدمة المجتمع نقلة نوعية تواكب المستجدات المعاصرة في مفهوم الأمن الشامل السائد في بلدان العالم المتقدم". ورأى "أن هذا النظام يعزز التواصل والتفاعل بين الأمن العام وفئات المجتمع من خلال شراكة حقيقية في تحمل مسئولية الأمن والاستقرار، كما ويعزز الثقة المتبادلة التي تؤدي إلى تنامي الحس الأمني في سياق الفهم الواعي للحقوق والواجبات، وتحمل المسئولية نحو الحفاظ على أمن المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة". وأشار إلى "أن الوعي الحقيقي بدور الأمن العام والتعاون في أداء واجباته يسهم بصورة جلية في الحد من الجريمة، ولاستئصال الظواهر السلبية ومحاصرتها، ومن منطلق أمانة الواجب فلن يهدأ لنا بال وشبابنا يفتقر للحصانة الأمنية التي تحول بينه وبين ارتكاب الجريمة، ولن ترتاح ضمائرنا ومستقبل أبنائنا تهدده المخدرات التي أصبحت ظاهرة يعاني منها العالم بأسره، وإنني من هذا المكان، أناشد كل والد ووالدة وكل رجل دين وكل معلم وكل طالب وطالبة وكل مسئول وفرد، أناشد أصحاب الضمائر الحية أن يقفوا وقفة مسئولية جادة ضد كل محاولات العبث بعقول الشباب الذين هم عماد الوطن، وان التهاون بهذا الواجب الإنساني النبيل لا يساعد على تحقيق أحلامنا الوطنية وتطلعاتنا بالغد المشرق الذي نعلق آمالنا على الشباب الواثق المؤمن الواعد المتعلم والمصمم على بناء مستقبله وخدمة وطنه". وقال: "ويطيب لي في هذه المناسبة أن أعرب عن خالص تقديري لجهاز الأكاديمية الملكية للشرطة والقائمين عليه لجهودهم المميزة، ولما أبدوه من إخلاص وحماس في إنجاح البرامج التي تنهض بها الأكاديمية باقتدار". وتقدم إلى الخريجين والخريجات بصادق التهنئة "على ما حققوه من نتائج طيبة واجتيازهم دورات الإعداد بكفاءة، اكتسبوا من خلالها الخبرة العلمية والعملية للمهمات التي ستسند إليهم، ليكونوا عونا قويا لمن سبقوهم في الخدمة لحفظ النظام والأمن العام". وأهاب بالخريجين "أن يساهموا مساهمة فعالة في إنجاح برامج وأنظمة التطوير والتحديث لتحقيق النتائج المأمولة لتعميق الصلة مع أفراد المجتمع وكسب ثقتهم والسهر على مصالحهم وأمنهم، وتلبية احتياجاتهم وتقديم الإرشاد لهم باستجابة سريعة وناجزة".
العدد 1112 - الأربعاء 21 سبتمبر 2005م الموافق 17 شعبان 1426هـ