العدد 1111 - الثلثاء 20 سبتمبر 2005م الموافق 16 شعبان 1426هـ

بناء جسور التواصل بين غرفة التجارة وأعضائها ضرورة استراتيجية

عبد الحكيم الشمري comments [at] alwasatnews.com

-

لقد أكدت قيادتنا الرشيدة في عهد الاصلاح والتجديد على أهمية البنية الاقتصادية، كما أن العقود الماضية واستشرافات المستقبل أثبتت أن تعزيز مسيرة الاقتصاد أصبح مطلبا في غاية الأهمية لمملكتنا الغالية. إن ما تم إنجازه عبر مسيرة غرفة تجارة وصناعة البحرين لا يرقى بصورة كافية إلى مواكبة التغيرات التي نشهدها على الساحة الاقتصادية، وتقديرا لحجم الدور المناط بالغرفة، فانه بات من الأهمية بمكان إحداث تغييرات جذرية من شأنها النهوض بأداء الغرفة، والقطاع الاقتصادي عموما. لقد استطاعت غرفة التجارة في الدورة 25 تطوير أدائها بشكل ملحوظ، إلا انه لم يصل لطموحات أعضاء مجلس الإدارة أو السوق التجارية. علاوة على ذلك فإن الانطباع السلبي لدى التجار يرجع إلى السنوات الماضية التي لم تقدم الغرفة فيه ايجابيات ملموسة للتجار، ومثل هذا الانطباع يمكن ان يتلاشى مع الوقت وستكون الأيام كفيلة لبيان مدى جدية المجلس السابق، ولكني أقول ان الدورة المقبلة والذي اطمح أن تكون خلافا للتشكيل الحالي ان تملك القدرة على استثمار ما تم انجازه بالاضافة إلى النوعية في الطرح والمطالبة الجادة لتمكين التجار من استرجاع حقوقهم واحترامهم أمام المجتمع إذ لا يمكن الحصول على حقوق من دون السعي لنيلها. أمر آخر ومهم ان الغرفة لا يمكن ان تملك القوة في التمثيل ما لم يكن القطاع التجاري ممثلا بغالبيته في مجلس الإدارة سواء كان ذلك في الصناعة أو الخدمات أو صغار التجار، وغياب مثل هذه الشرائح يضعف مجلس الإدارة في القيام بواجبه المطلوب. ان ضعف أداء الغرفة في السنوات الماضية أدى إلى عزوف الأعضاء وشعورهم بعدم الصدقية، ويبدو ذلك جليا من عزوف التجار عن حضور فعاليات الغرفة ودعمها حتى مع تكرار الدعوات عبر جميع قنوات الاتصال. وأرى ان من أسباب ضعف الغرفة أيضا ابتعاد أعضاء الغرفة وعدم انتقادهم لادائها بشكل صريح ما حرمها من العمل بجدية أكبر أو تقديم مطالب القطاع التجاري بقوة وضغط. وهناك قضايا كثيرة لا بد للغرفة من التصدي إليها مثل ايجاد رؤية واضحة لواقع ومشكلات القطاع التجاري والاقتصادي، ووضع الحلول للصعوبات التي يواجهها التجار مع الوزارات مثل الهجرة والجوازات ووزارة العمل ووزارة الصناعة وإدارة الجمارك والموانئ وغيرها من مصالح حكومية. ثم ان غرفة التجارة أعلنت رفعها لواء التدريب وهذا جانب مهم لتأهيل الداخلين لسوق العمل ولكن هل هذا يكفي لايجاد تحول جذري في حل مشكلة التجار لايجاد عاملين أكفاء يلبون احتياجات السوق أم ان مركز التدريب الذي أعلنت عنه الغرفة مجرد اجراء شكلي واضافة لما هو متوافر حاليا في السوق؟ إنني أطمح أن تحمل الغرفة التجارية لواء حل مشكلة البطالة والتي تؤرق الشارع البحريني بشقيه التجاري والاجتماعي، فهذه المؤسسة أهلية تعنى بكل ما يهم المواطن بغض النظر عن موقعه، ففي النهاية يبقى الصالح العام هو الشغل الأول لكل مخلص لهذا الوطن. وما دمنا تكلمنا عن الأداء الحكومي وضرورة تطويره والدفع به للأمام وبما يخدم جميع القطاعات فلابد لنا من الحديث عن البيت التجاري من الداخل، فالتطوير والنهوض بالأداء الوظيفي للجهاز التنفيذي للغرفة أمر لا يقبل التأخير، وقد بدأ مجلس الدورة الخامسة والعشرين هذا التصحيح إلا انه لم يصل للطموحات المرجوة وآمل ان يكتمل قريبا حتى يمكن ان تصبح الغرفة التجارية للبحرين قادرة على تحمل الأعباء المترتبة على الانتقال النوعي لأداء مجلس إدارة ناشط وحيوي يفترض ان يكسب احترام أطراف العلاقة من تجار وحكومة. وأشدد على أن بناء جسور التواصل والتعاون المستمر بين الغرفة وأعضائها أمر لابد له من الاستمرار ويجب التركيز عليه على اعتبار ان قوة الاتصال بين رأس الهرم والقاعدة أمر لابد منه إذا أراد أي مجلس إدارة ان يحقق مزيدا من القوة في الطرح والمطالب، فنحن لا نتوقع غرفة تجارية قوية من دون التفاف أعضائها حولها ومؤازرتهم لها كما لا يتوقع مجلس إدارة التفاف أعضائه حوله ما لم يقدم عملا صادقا لا تشوبه المجاملات والنفاق في الطرح

العدد 1111 - الثلثاء 20 سبتمبر 2005م الموافق 16 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً