اتصلت بي قناة "العربية" الأسبوع الماضي تطلب استضافتي في برنامج "إضاءات" الذي يقدمه تركي الدخيل. .. تحدثت مع المقدم وأعطيتهم موافقتي على ذلك. حزمت أمتعتي وسافرت وأجرينا الحوار. الحوار كان صريحا للغاية، فقد كانت أسئلته مباشرة، والمذيع يمتلك موهبة عالية، من ثقافة وذوق واستنطاق ثقافي حاد. لا يخلو من سخونة وإثارة ورصاص محبة. سألني عدة أسئلة، منها على سبيل المثال: لماذا كتبت 70 مقالا عن الفساد في الأوقاف الجعفرية؟ وما قصتك مع الوزارات؟ هل صحيح أنك داعم لمشروع جلالة الملك؟ وما قصة ذهابك للمسيحيين في كنيسة المنامة؟ وهل تؤمن بالليبرالية؟ وهل أنت تغرد خارج سرب الشيعة؟ وماذا تريد من مركز الحوار الذي ترأسه؟ وهل هناك إصلاح في البحرين؟ وما قصة المقاطعة؟... إلخ من الأسئلة المثيرة للجدل. تركي الدخيل شخصية إعلامية متميزة في قناة "العربية"، واستطاع في فترة قصيرة أن يقفز قفزات كبيرة في عالم الإعلام، وله حضوره الثقافي على مستوى الخليج والعالم العربي. عقدت عدة لقاءات، لكن اللقاء الذي كان مع تركي كان أفضلها لعدة أمور، منها: الثقافة التي يمتلكها. فالرجل يمتلك ثقافة إسلامية نمت في الوسط السعودي بحكم قربه من علماء الدين، فهو يعرف دهاليز الوسط الديني والتقسيمات الموجودة، وكذلك انفتاحه على العلوم الأخرى. قد تكون شهادتي فيه الآن مجروحة بعد الحوار. لكن، للعلم هذه قناعتي لم تتغير منذ عرفته وقرأت له في صحيفة "الرياض" وغيرها. عندما ذهبت إلى استوديو "العربية" وتنقلت بين أروقته، رأيت حجم الإمكانات وعرفت مدى الراحة التي يعيشها الموظفون في غالبية مواقعهم. هنا فكرت: لماذا تتم استضافتنا - نحن المثقفين البحرينيين - في "العربية"، ويخشى الإعلام البحريني من "المفاعل النووي الخطير" من أفكارنا أن نلقيها في تلفزيونه؟ لماذا عندما يخرج البحرينيون كإعلاميين وممثلين ومخرجين تظهر قدراتهم، لكنها تدفن هنا. وبين أيديكم بروين حبيب والمقلة وغيرهما العشرات. على كل حال، البرنامج سيعرض اليوم الساعة العاشرة ليلا على قناة "العربية"... أتمنى أن يجيب عن كثير من أسئلة الجمهور البحريني العالقة في ذهنه أو المتنقلة بين مواقع تفكيره.
إشارات
إيمان مرهون، المذيعة المتميزة، لو أنها ذهبت إلى محطة عربية مشهورة فلن تكون أقل حظا من هؤلاء الذين وصلوا إلى النجومية والشهرة... لست أدعو إلى هجرة العقول، ولكن أتمنى من إعلامنا وتلفزيوننا أن يحافظ على بقية الطيور الفنية.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1111 - الثلثاء 20 سبتمبر 2005م الموافق 16 شعبان 1426هـ