قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تولى حكم المملكة العربية السعودية في شهر أغسطس/آب الماضي بعد وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، بمنع تقبيل يده وذلك لأن في التقبيل انحناء وهو أمر لا يجوز إلا لله سبحانه وتعالى. كما أقرت السعودية الاحتفال بعيدها الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو أيضا أمر جديد بالنسبة للمملكة التي لا تحتفل سوى بعيدي الفطر والأضحى. هاتان الخطوتان على بساطتهما إلا أنهما توحيان بفكر حكيم يسعى إلى تعزيز الإيمان بالله عز وجل وفي الوقت ذاته تعزيز الانتماء للوطن. فتقبيل اليد عادة ذات معان كثيرة بعضها محبب وبعضها مكروه والآخر ممنوع. والملك عبدالله حين منع تقبيل يده إنما رفع مكانته عند الله والناس لأنهم عرفوا كيف يفكر وكيف يرى العلاقة بينها وبين القرب أو البعد عن الله. وهو بذلك أشعرهم أنه يريد مواطني بلده أعزة دائما لا ينحنون لأحد حتى لو كان الملك، ما له الأثر الكبير بالتأكيد في تعزيز مكانته في قلوبهم. وفيما يتعلق بالاحتفال لأول مرة بالعيد الوطني للسعودية، فهي خطوة تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز الشعور لدى المواطنين بالانتماء الأكثر لبلدهم، كما أنها تحمل مؤشرا للمراقبين للوضع في المملكة على اختلافهم بأنها تسعى بخطى ثابتة ووفقا لرؤيتها وما يتناسب مع الدين والعرف إلى تعزيز الديمقراطية والانفتاح وحب الوطن. وهذه الخطوات وغيرها علامات متميزة في التغييرات الحاصلة في السعودية لتبقى دائما ركيزة أساسية في العالمين العربي والإسلامي
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1111 - الثلثاء 20 سبتمبر 2005م الموافق 16 شعبان 1426هـ