بحسب ما صرح به رئيس مجلس بلدي المنامة مرتضى بدر فإنه "تم القبض على شخصين متلبسين بتهمة لصق لافتات مسيئة" إلى إحدى الجمعيات الوطنية. وربما هي المجموعة نفسها التي كانت قد نشرت لافتات مسيئة لشخصية وطنية قبل فترة وجيزة بهدف إثارة الشكوك والفتنة في صفوف المجتمع، وبين القوى السياسية والدولة. وقالت مصادر المجلس البلدي إن عددا من المواطنين اكتشفوا اللافتات وأبلغوا الجهات الأمنية التي حضرت في الحال وألقت القبض على المتهمين بالجرم المشهود، وتم نقلهم إلى مركز شرطة النبيه صالح بعد أن تم تصويرهم مع اللافتة التي كان مخططا وضعها في تقاطع أحد الشوارع الرئيسية. إن ما جرى خلال الفترة الأخيرة يوضح أن هناك أطرافا تعيش على أساس الفتنة الطائفية وعلى أساس خلق الفجوة والقطيعة بين فئة من المجتمع والدولة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن أشخاصا لا ينتمون أساسا إلى المذهب الشيعي أو إلى فئة إثنية تصنف على المذهب الشيعي يدخلون باستمرار على المواقع الإلكترونية ويشتمون القيادة السياسية "باسم الطائفة التي لا ينتمون إليها أساسا"، ويتحدثون بلغة عدوانية تهدف إلى الإيقاع بفئة اجتماعية محددة بحيث تتشكل وجهة نظر عامة ضد "الشيعة"، أو "البحارنة"، أو "العجم"، على أساس أنهم لا يؤتمن لهم، وأنه لا مكان لهم إلا السجون والمنافي، إلخ. هذه الفئة العنصرية ترى أن الطريق الوحيد لحياتها يعتمد على حرمان الآخرين من العيش بأمن وسلام. كما أن هذه الفئة ترى أن ما حصلت عليه في الماضي، أيام قانون أمن الدولة، يمكن العودة إليه من خلال خلق الفتنة بين السلطة وفئة من الشعب، وبالتالي فإن كل شيء، من مناصب إلى بعثات إلى مشروعات تجارية إلى مصالح هنا وهناك، ستعود إليها من خلال خلق ونشر أجواء الريبة بين السلطة وفئات محددة من المجتمع. إن الحديث أعلاه لا ينفي وجود مجموعة من هذه الطائفة أو تلك تستخدم خطابا غير صحيح، أو أن ممارساتها غير مقبولة، ولكن الواقع أن مثل هؤلاء موجودون في كل الطوائف وفي كل الفئات التي يتكون منها المجتمع البحريني. ولذلك، فإن محاولة لصق التهم جزافا بفئة كاملة من المجتمع البحريني تعتبر جريمة في حق البحرين. إن هناك أشخاصا يعملون على الحشد الطائفي وعلى الاصطفاف الفئوي في كل مجال من مجالات الحياة، بحيث شرع هؤلاء في تحديد حتى طريقة شرائهم أو نشر إعلاناتهم في هذه الصحيفة أو تلك على أساس "معادلة طائفية" تمقتها الإنسانية جمعاء، وقبل ذلك يمقتها ديننا الحنيف، وتمقتها الثقافة البحرينية، ويرفضها كل من له أصل في البحرين من السنة أو الشيعة. الطائفيون المرعوبون من الديمقراطية يشعرون بأن أيامهم معدودة في ظل الشفافية وفي ظل حرية التعبير وفي ظل الأجواء العالمية التي أعلنت الحرب على كل الإرهابيين وكل الحاقدين الذين يشعلون الحروب في كل مكان ويزعزعون أمن الأنظمة قبل زعزعتهم أمن المجتمعات. هؤلاء المرعوبون لم يخجلوا في الآونة الأخيرة من إعلان أفكارهم العنصرية التي تحاربها الأمم المتحدة وتحاربها سنن الإسلام. ولذلك، فإنهم بدأوا يتطاولون على الشخصيات والجمعيات الوطنية سعيا إلى خلق الفتنة بين الناس. إن هذه لن تكون آخر محاولة لمن اقتات على حساب آلام الآخرين، والخيار مطروح أمامنا جميعا لإعلان البراءة من كل الممارسات الطائفية والعنصرية، وإعلان المساندة المخلصة لمشروعات الإصلاح السياسي والاقتصادي التي يقودها جلالة الملك من أجل خير البحرين، كل البحرين، من دون استثناء لهذه الفئة أو تلك. ولعل هؤلاء الطائفيين والمرعوبين يخشون من دخول الجميع الساحة العامة والمشاركة في مختلف مجالات الحياة. ولذلك، فقد جن جنونهم وبدأوا يتصرفون من دون تفكير في عواقب أعمالهم عليهم قبل أن تكون على غيرهم. ولكننا أيضا نحمل لهم أخبارا سيئة جيدة، وهي أنهم وأمثالهم تنتظرهم مزابل التاريخ
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1110 - الإثنين 19 سبتمبر 2005م الموافق 15 شعبان 1426هـ