شهدت "قمة العالم" بمقر الأمم المتحدة في نيويورك التي انتهت أعمالها الجمعة الماضي تقاربا بين "إسرائيل" والدول الإسلامية يسير في طريق "التطبيع". فقد التقى وزيرا خارجية قطر و"إسرائيل"، وتصافح رئيسا وزراء باكستان والدولة العبرية، وترددت أنباء عن اجتماع بين العاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. ترافق ذلك مع أول ظهور لشارون في الأمم المتحدة الذي كان يعتقد على نطاق واسع من عدة أشهر أنه من المستحيل بالنسبة للجنرال السابق البالغ من العمر 77 عاما أن يقف أمام منتدى العالم الذي ينظر إليه الكثير من الإسرائيليين على أنه معقل المشاعر المعادية لـ "إسرائيل". واجتاح شارون "قمة العالم" لـ "غسل آثامه" واستخدم منبر الأمم المتحدة وألبس نفسه "عباءة الحملان"، مشيرا إلى أن "إسرائيل" ألقت "كرة السلام" في الملعب الفلسطيني - في إشارة إلى الانسحاب من غزة - وأنها تعترف بحق الفلسطينيين بإقامة دولة قابلة للحياة، من دون أن ينسى مهاجمة الأمم المتحدة على "القرارات الظالمة" بحق الكيان. بدا أن شارون نجح إلى حد كبير في تسويق الانسحاب من غزة لدفع عجلة التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، إذ نقلت الصحف الإسرائيلية عنه إعلان تلقيه دعوة لزيارة تونس و"تهنئة حارة" من ملك المغرب، إضافة إلى لقاء مسئولين خليجيين. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الدول العربية إلى إجراء اتصالات مع "إسرائيل". في وقت أعلن عن اتفاق بين الكيان ومصر والأردن والسلطة على تشكيل "إقليم سياحي واحد". فاللقاء العلني الأول بين بن جبر ووزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، أفضى إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين "إسرائيل" وقطر أمر غير مستبعد "قبل إنشاء الدولة الفلسطينية"، لكنه أشار إلى أن ذلك يمكن أن يكون مرتبطا بتقدم عملية السلام. اللقاءات الإسرائيلية مع الكثير من الوفود العربية والإسلامية جاءت لتوضح نجاح الحملة "التطبيعية" الإسرائيلية التي تأتي في إطار "استثمار" الانسحاب الإسرائيلي من غزة
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1109 - الأحد 18 سبتمبر 2005م الموافق 14 شعبان 1426هـ