أشعر بالحزن وأنا أتصفح أوراق الوطن. .. أحيانا أشعر بالفرح وأحيانا أصاب بخيبة أمل لكن ما يجعلني أواصل المشوار هو وجود إضاءات هنا أو هناك. دوري أن أكتب مقالا فقط ولكن أجد نفسي مضطرا إلى الدخول في ميادين لم أدخلها من قبل، ولكن حزن الميدان ووجع أوراقه تفرض علي الدخول. سمعت عن البطل البحريني محمد صباح وكنت أشاهده على شاشة التلفزيون العربي وهو يستعرض بجسمه الجميل ويشدني إلى مشاهدته تلك الإنجازات التي يقدمها ويزرعها على جبين الوطن. ذات يوم كنت أتحدث مع رياضي محترف سألني: تعرف محمد صباح؟ قلت له: طبعا أعرفه "شخباره" قال لي: "سيد تدري هذا البطل الذي حقق إنجازات كبيرة للبحرين في بطولة آسيا لكمال الأجسام وبقية البطولات وحصل على المراكز الأولى يعيش في بيت خشبي أرضيته من التراب وإذا سقط المطر كل البيت يتحول إلى بركة ماء؟ تعرف انه غير متزوج وعمره الآن 36 سنة؟ هل تعلم أنه وإخوانه ينامون في غرفة واحدة آيلة للسقوط في أي وقت؟ هل تعلم أن الكؤوس التي حصل عليها كساها الغبار ومليئة بالصدأ بسبب سقوط المطر عليها؟". قلت له: والاتحاد، والمؤسسة والمسئولون... أين هم؟ هناك محاولات لإصلاح المؤسسة والشيخ فواز يحاول ذلك، ولكن أعتقد على رغم ذلك هناك تقصير. بدوري مباشرة ذهبت إلى منزل محمد صباح وليتني لم أدخله لأنني شعرت بالفجيعة ومدى الإهمال الضخم الذي لا يمكن أن نجمله بأي مسحوق صحافي أو غير صحافي، شعرت بالحزن... مهما تكن ضخامة التبريرات لكنها لا يمكن أن تزيل الصورة التي تكونت في ذهني أن هناك إهمالا حقيقيا من المؤسسة، أو دعنا نقول من بعض المسئولين في المؤسسة أهملوا طاقاتنا الشبابية... محمد صباح حاول أكثر من مرة أن يوصل حزنه وهمومه ومطالبه هو وبعض أقرانه في اللعبة إلى الشيخ فواز ولكن لا أعلم في أية محطة يتم فيها تلكؤ وصول المعلومات. محمد صباح والوضع المأسوي سيقوداني إلى تحقيق آخر مع البطل حسن صالح، وهو الآخر جمعت ملفه وحجم الإنجازات وجلست معه وإذا به يمتلك معلومات زادتني حزنا. مقابلتي مع محمد فجرت في عدة أسئلة، كل ذلك سيقودني إلى الانفتاح على مؤسسة الشباب والرياضة بإيجابياتها وسلبياتها وأود أن اعرف أين يكمن الخلل؟ وأريد أن أأخذ الأمور في سياقها الطبيعي من دون أن أختلق تبريرات بلاستيكية. أعلم أن المجتمع البحريني سيصدم وهو يرى صورة محمد صباح في الصفحة الثانية وهو يتحدث عن همومه. أعلم أنكم تعرفون معي أني لا أتكلم عن إنسان عادي... بل عن بطل حاز المراكز الأولى على العرب في أكثر من دورة. وأنا أعلم أن أداء رئيس الاتحاد السابق لكمال الأجسام الشيخ سلمان كان أداء ضعيفا، ولذلك تغير وأعلم أن هناك بوادر إضاءات طفيفة الآن لكن ذلك لا يكفي... أملنا الآن في الشيخ فواز أن يرى موضوعات هؤلاء الشباب وابطال البحرين في جميع الاتحادات. وأنا سأجلس مع اللاعبين الموهوبين في كل المجالات، في عدة لقاءات لأسمع الاإجابيات والسلبيات، وكل الهدف تشجيع الطاقات ومد يد العون إلى المؤسسة لإعانتها في ذلك.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1109 - الأحد 18 سبتمبر 2005م الموافق 14 شعبان 1426هـ