شارع الشيخ خليفة بن سلمان الممتد من شارع الملك فيصل وحتى الدوار الذي بالقرب من مدينة حمد يعتبر من أجمل شوارع مملكة البحرين، وسياقة السيارة على هذا الشارع هي متعة جميلة سواء بالاتجاه إلى المنامة أو القدوم منها باتجاه مدينة حمد... وعموماً السياقة هي متعة وفن وذوق لمن يعرف كيف يستمتع بالسياقة الرزينة ويلتزم بالقوانين المرورية والقوانين الأخلاقية التي تحافظ على سلامته وسلامة الآخرين المستخدمين لهذا الشارع.... طبعاً وبحكم وجود منزلي في منطقة جري الشيخ (أعرف أن الكثير من القراء لم يسمعوا عن هذه المنطقة من قبل أبداً ولا يعرفون أين تقع) المطلة على شارع الشيخ خليفة بن سلمان فإني كثير الاستخدام لهذا الشارع الضخم والسريع في الذهاب للمنامة والرجوع منها... وبالأمس وأنا مستمتع بالسياقة الهادئة لاحظت أمامي سيارة جديدة وهي تسير بسرعة أقل من متوسطة وتتمايل يميناً ويساراً بشكل مخيف ومن الممكن أن يعرضها لحادث مروري فاقتربت منها لأرى شاباً لابس الثوب والغترة ويقود السيارة بوضعية لاهو جالس ولاهو واقف، مفزوع وخائف ويبحث من حوله وتحته عن سيجارة والعة سقطت من يده... فسألت نفسي أليس من الأفضل أن تصدر إدارة المرور والترخيص قانوناً بمنع التدخين في السيارة أثناء السياقة؟
تركت هذه السيارة وهي تتمايل في الشارع وواصلت سيري فرأيت سيارة صغيرة وقديمة تساق على أقصى اليسار وبسرعة بطيئة لا تتعدى الستين كيلومتراً في الساعة فاقتربت منها من الجانب الأيمن لأري شاباً في العشرينات جالساً في السيارة بطريقة الانسداح للخلف (وهي وضعية للنوم أكثر منها للجلوس) وماسك التليفون الموبايل بيده وواضعه على خده وفمه وكأنه مرضاعة، غير منتبه لا للشارع ولا للسيارات التي تضطر لتجاوزه من اليمين، يقود السيارة في المسلك الخطأ وبطريقة خاطئة تعرض أرواح الكثيرين للخطر... السؤال: ألا يوجد رادع لهؤلاء الشباب مرضى الموبايلات؟
تركت هذه السيارة التي يعتقد صاحبها أن الشارع ملك أبيه وواصلت سيري باتجاه المنامة فمرت علي سيارة سريعة نوعاً ما وتسوقها امرأة محجبة ومعها الكثير من السيدات المحجبات والأطفال الجالسين في الحضون والواقفين على الأبواب وهناك طفل نائم عند الزجاج الخلفي للسيارة وأعلى الكرسي... يعني بالمختصر المفيد لا يمكن لسائقة هذه السيارة أن ترى ما يجري في الشارع خلفها ومن حولها ونسميه باللغة العربية سائق أعمى (بلايند درايفر) وهو من أخطر أنواع السواقين على الشارع... السؤال المطروح: ألا يوجد توعية مرورية ثم رادع لهذه النوعية من السواقين المستهترين بحياة البشر؟
واصلت سيري قليلاً وأنا أنظر في المرآة الخلفية فلاحظت سيارة قادمة من خلفي بسرعة صاروخية وهي تتعدى السيارات من اليمين والوسط واليسار (يعني تخيط) فانتبهت لها ومسكت المسار اليمين قبل أن تصلني وماهي إلا لحظات حتي شعرت بها تتعداني والهواء والغبار يتطاير من حولها وهي متابعة سرعتها وطريقتها في تجاوز السيارات (التخييط)... أنا بالطبع لمحت السائق الطائش... والعجيب أن التي تسوق هذه السيارة ( الفرميولا وان) امرأة منقبة لايبان إلا عينياها وعليها قفازات، فقلت في نفسي إنه من المفروض أن يكون الحجاب والنقاب سلوكاً دينياً عاقلاً ومتوازناً ويؤثر على السلوك البشري وليس لبساً فقط، ولكن ماذا نقول لهذه المنقبة المهزوزة العقل؟
ثم فاجأتني سيارة تحمل الرقم الدبلوماسي ويسوقها شاب صغير في السن وهي تسابق سيارة المنقبة وتعمل نفس عملها.. قلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله سيارة دبلوماسية وتلاحق سيارة منقبة... الحمد لله والشكر له... على العموم الله يعين إدارة المرور والترخيص ولكننا نطالبهم ومع الشكر بالمزيد من محاضرات التوعية أولاً ثم بتطبيق مبدأ العقاب الرادع لحفظ الأرواح على الشارع
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1108 - السبت 17 سبتمبر 2005م الموافق 13 شعبان 1426هـ