بينما يستعد مركز البحرين للدراسات والبحوث لتنظيم الاجتماع الموازي لمنتدى المستقبل والذي سيجمع مؤسسات المجتمع المدني، فإن مجلس الأعمال العربي يخطط أيضا للاجتماع في البحرين لتمثيل وجهة نظر أصحاب الأعمال وعرضها على منتدى المستقبل الذي سيجمع وزراء خارجية الدول الثماني "أميركا، اليابان، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا، روسيا" مع عدد من وزراء خارجية دول الشرق الأوسط الذين ابدوا رغبتهم في الاشتراك في الحوارات الجارية بشأن مستقبل الشرق الأوسط. "منتدى المستقبل" له اجتماع رسمي يجمع الوزراء الذين يمتلكون الصفة الرسمية لتمثيل بلدانهم، وهناك اجتماعات رديفة، غير رسمية، تجتمع من أجل ايصال وجهات النظر الأخرى إلى الوزراء. فكرة منتدى المستقبل تقوم على اشراك الحكومات "ممثلين بوزراء الخارجية" ومؤسسات المجتمع المدني وأيضا أصحاب الأعمال في تداول الأفكار التي من شأنها انقاذ الشرق الأوسط من الواقع السياسي المؤلم الذي أدى إلى تدهور أوضاعه السياسية والاقتصادية. أصحاب الأعمال العرب بدأوا بتنظيم صفوفهم في العام الماضي، وشكل عدد منهم "مجلس الأعمال العربي" الذي يعتبر حاليا أحد نشاطات المنتدى الاقتصادي العالمي "منتدى دافوس"، وهؤلاء اجتمعوا عدة مرات بهدف صوغ استراتيجية لتمثيل القطاع الخاص في الحوارات والنشاطات الدولية والاستراتيجية وعلى هذا الأساس فإن مجلس الأعمال العربي يخطط لعقد اجتماعه المقبل في البحرين قبيل انعقاد منتدى المستقبل، على أمل أن تكون وجهات نظر القطاع الخاص حاضرة ومطروحة أمام المسئولين في الدول الثماني وفي دول الشرق الأوسط. القطاع الخاص في البلدان العربية يدعو إلى عدة قضايا رئيسية، أهمها تحرير التجارة، مكافحة الفساد، تعزيز مبادئ الشفافية، وطرح موضوع التنافسية بشكل يستشعره الجميع. ومن أجل تحقيق الهدف الأخير شجع مجلس الأعمال العربي على تأسيس مجالس وطنية للتنافسية في عدة دول. وقد تأسس أول مجلس للتنافسية الوطنية في مصر، ومن ثم سعى عدد من البحرينيين لتأسيس مجلس للتنافسية، وهو مازال قيد التأسيس، وأيضا سارعت كل من الإمارات وقطر والكويت والأردن إلى تأسيس مجالس وطنية لقياس التنافسية على أسس دولية. وقد كانت البحرين سباقة في رعاية التأسيس على أسس متينة، إذ قام المجلس الوطني للتنافسية البحريني بتنظيم ندوة في فندق الخليج بالتعاون مع منتدى دافوس في يونيو/ حزيران الماضي برعاية الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة. وحضر الندوة وفود من الدول الخليجية ومن مصر والأردن واستعرض خبراء دافوس الطرق الحديثة لقياس التنافسية الوطنية، ونتج عن ذلك قرار من المجلس الوطني للتنافسية "البحرين" بإصدار أول تقرير عن التنافسية البحرينية. ان أملنا أن نبرز جهودنا النوعية مع انعقاد منتدى المستقبل، على أن تتظافر الجهود ويصدر مع تقرير التنافسية تقرير آخر عن آخر تطورات المجتمع المدني البحريني، بحيث تتمكن البحرين، حكومة وشعبا، من الاستفادة الكاملة من الأجندة الدولية التي تتحدث عن ضرورة الإصلاح السياسي ومواكبة ذلك بالإصلاح الاقتصادي، على أساس أن ذلك هو السبيل الأفضل لتحقيق العدل داخل المجتمع والسلام الأهلي والإقليمي والدولي