قلما يتأثر إنسان بفقد صديق لم تجمعه به سوى أيام أو أسابيع، ولكن تجد في أحيان نادرة معرفتك بإنسان لم تتعد مثل هذه الفترة ولكن ينتابك شعور بأنك تعرفه منذ زمن بعيد بل وتصبح العلاقة بينك وبينه في عداد العلاقات الحميمة التي تفوق من سبق ان تعرفت عليهم عبر السنين الماضية.
ان يوسف يعقوب الصفار، هو واحد من هذا الصنف النادر الذي يحبه القلب ويقبله وليس في ذلك غرابة، إذ نقاء السريرة والمحبة في الله والإخلاص في العمل والنية هي عنوانه. هذا الرجل الذي ما لبثت ان تعرفت عليه وتعاملت معه من خلال تنسيق إحدى البطولات الرياضية حتى شعرت أنني أعرفه منذ زمن طويل، وما هي إلا أيام قليلة حتى تخطفته يد المنون. ان الموت حق على ابن آدم ولكن هذا القدر يكون قاسياً على القلوب وخصوصاً إذا ما أخذ من تعلق به القلب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
فأي خبر سمعت في ذلك الخميس وأي رجل مشت بك إلى أول دور الآخرة وأي يد وضعتك في ذلك القبر، فرحمات الله تنزل على قبرك الطاهر وتجاوز الله عنك يا أبا يعقوب ورفع درجتك في الصالحين وحشرك الله مع الصديقين والنبيين وحسن أؤلئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون وله الأمر من قبل ومن بعد.
عبدالحكيم إبراهيم الشمر
العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ