العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ

الدنيا بدونك ولا شي

(أ) محمود الدعاس، شاعر غير متعجل... ولأنه كذلك، تراه يشتغل على نصه بكل هدوء من دون أن يسيطر عليه هاجس النشر، يضاف الى ذلك قدرته على تطوير تجربته بشكل ملفت، اذ بين نص وآخر يمكنك اكتشاف مراحل ومساحات التطور فيها من حيث اللغة والصورة والمضمون، إضافة الى وعيه بضرورة التنويع على منظومة البحور الثرية، وهو ما لم يلتفت اليه كثيرون هنا في الساحة، اذ باتوا أسيري البحر الواحد والتجربة المراوحة مكانها.

يا سيدي للحين أنا ما فهمتك

مرت سنين ومشكلتنا كما هي

أحيان تشعرني بأني ملكتك

وأحيان تشعرني بأني ولا شيْ

وإن قلت كلمة ليه ولاّ سألتك

غرقتني في بحر ظلمتْكْ والضّي

وأنا الذي بالقلب والعين شلتك

مثل الذي شايل على كفه الميْ

حيّرتني ويا ليتني ما عرفتك

أهواك وأهوى ديرتك وأعشق الحي

بمْجرّد التفكير بأنّي هجرتك

أشعر وكنّه ما بقى عِرْق بي حي

إقسى على كيفك وأنا إن عذلتك

لولا هجير الشمس ما نعشق الفيْ

يكفيني إني لو بعيني حضنتك

أحلامك ثقيله على رموشي شوي

وأقول أنا مأسورك اللي أسرتك

قلبك مثل مالطير في قبضة يدي

لكن أحبك وإن أنا ما فهمتك

اتصوّر الدنيا بدونك ولا شي

(ب)

بمْجرّد التفكير بأنّي هجرتك

أشعر وكنّه ما بقى عِرْق بي حي

قصيدة جميله، مزهرة، مبهرة، ليس فيها أي تكلف، صورها واضحة من غير إسفاف في المباشرة، بمعنى التوغل في تسطيح المعاني وتكرارها، اذ بلغته السلسلة استطاع الدعاس أن يوصل الينا حالة وجدانية عرفها ملايينن الناس ولكنهم ليسوا جميعا -بالضرورة - قادرين على التعبير عنها بذات العفوية والصدق اللذين تميز بهما الدعاس

العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً