(أ) الديحاني ونص يشبه نهاراته التي يبثها أنّى ولّى وجهه شطر الحياة والكتابة... يعرف بحرفنته العالية أن القصيدة ليست ترفا، بقدر ماهي موقف... موقف من حالة... شعور... به ،من خلاله يمكن الوقوف على التمايز بين نص وآخر... شاعر وآخر.

النهار اللي لفاني تولم للرحيل

والليالي في طربها... صفالي جوها!

والغزال اللي عرض لي أبوخصرٍ نحيل

مد كفه... والقصايد قبَسْنَا ضوّها

الحروف انْ قاله الله على خده تسيل

من سحابه للمشاعر تكاشف نوّها

شاعرٍ وخيول فكره تبي تصهل صهيل

لين يصحي كل قلبٍ غضى... من قوّها

لا يهمك يا حبيبي مادام إنك دخيل

خذ مفاتيح القوافي... وبأمرك سوّها

ما تجيك إلا بيوتٍ لها معنى جزيل

تحت طوعك... وإن تردت بوصفك طوّها

لا زهمني حبك العذب ماني بالبخيل

استرح عذب المشاعر تراها توّها

بافرش ورود المعاني لأجل طرفٍ كحيل

واتغزل في عيونٍ... صفا لي جوّها

(ب)قصيدة متورطة في العميق من الشفافية، تحرضك على أن لا تغفل طرفة عين أبدا عمن تحب، وأن تكون مهيئا وأكثر من أي وقت مضى، للسعي، والذهاب محمّلا بالنفيس من المشاعر والنفيس من البوح والنفيس من الكلام، من دون أن تنسى النفيس من الفعل أيضا