انتشرت ظاهرة خيانة الأزواج البحرينيين لزوجاتهم. بعضهم يركز على الخيانات العابرة التي أعدها أكثر خطورة على الزوجة المسكينة المخلصة لأنها تنقل إليها أمراضا وبائية لا شفاء منها. ونهايتها الموت مثل "الإيدز" الذي أصيب به الكثير من الزوجات الضحايا اللواتي شاء سوء حظهن، ان ينقله إليهن أزواجهن بعد زياراتهم لدول شرق آسيا. أما النوع الآخر فهو يمارس النوع نفسه من الرذيلة إلى جانب إيجار شقق لعشيقته لتكون له وحده لا يشاركه رجل فيها، وكأنه ضمن أمانة هذا النوع من النساء العاهرات... والزوجات يا غافل لك الله. ولو علم معظمهن من غير المستقلات ماديا لما فعلن شيئا وبلعن قهرهن وبؤسهن داخل نفوسهن. هل تدرون لماذا؟ لأن القانون الشرعي المطبق في محاكم البحرين يقف دائما مع الرجل ظالما أو مظلوما. والدليل على ذلك أن الزوجة لو اشتكت للقاضي أن زوجها يخونها ولا يعاملها معاملة إنسانية حسنة لن يسمح لها بالطلاق ثم فرض النفقة على الزوج بايواء مطلقته والإنفاق عليها لما تسبب لها من أضرار نفسية ومادية... بل سيطلب أولا الدليل المادي على خيانة الزوج... فتأت المرأة بالأدلة الموجودة لديها... لكن القاضي سيعود وسيسألها: أين الدليل المادي على خيانته؟ هل رأيته مع عشيقته في الفراش؟ وتقف الزوجة حائرة. أين أجد هذا الدليل؟ هل أقوم بعمل ثقوب في غرفة الخيانة وأقوم بتصوير زوجي وهو يخونني؟ امرأة واحدة فعلتها في البحرين ولا أدري كيف استطاعت أن تفعلها وأخذت الطلاق فورا. دعونا هنا نفترض أن الزوجة البائسة اكتشفت أن زوجها فعلا يخونها. فهل تستطيع أن تقرر مصير حياتها معه وهي لا تملك مؤهلا علميا يمكنها من العمل؟ وإذا امتلكته يوما فقد تكون من الزوجات اللواتي ضحين بطموحاتهن الشخصية لكي تقف مع زوجها وتربي الأبناء وتهتم بأمور البيت، ويكون الزوج في ذلك الوقت متوسط الحال، فترشد الإنفاق، وأحيانا تتقشف في ملابسها ومطالبها كامرأة في سبيل نجاح زوجها. فهل يفكر هذا الرجل أثناء كفاحه ونمو ثروته أن يكتب شيئا من أملاكه لهذه الزوجة المضحية المخلصة؟ 95 في المئة من رجال الأعمال لا يفعلون ذلك... أتدرون لماذا؟ حتى يذل زوجته، لكي لا تستطيع أن تنفصل عنه وتستقل بحياتها إذا أساء معاملتها أو خانها. الرجال الأثرياء يفكرون في المتعة التي سيحصلون عليها من وراء هذا المال. وطبعا أقصد هنا الرجال الذين لا يعرفون أخلاقيات الدين الإسلامي ولا يطبقونها بحسب أهدافها التي نزلت من أجلها. فماذا يكون مصير هذه الزوجة المسكينة؟ لا مال، ولا علم، وأبناء في رقبتها لا تفكر في مشاعرهم إلا هي. هل هي سعيدة بعد كل هذه التضحيات، واكتشافها لخيانة زوجها؟ لا طبعا. فهي تعيسة... وذليلة... وتكاد أن تنفجر من الغضب. هل يشعر زوجها الخائن بعذابها والتخفيف عنها بعد أن كبرت وضحت وجعلت أمواله تتزايد؟ لا طبعا، وإنما ينحصر تفكيره التافه الغادر في أن ماله الآن أصبح يسمح له بالنوم مع فتيات جميلات من عالم الرذيلة، بل ستصل به قلة الحياة وانعدام الأخلاق وجمود المشاعر أن يعاير زوجته التي كبرت معه بكبر سنها وأنه الآن يريد امرأة أصغر منها وأكثر جمالا ليتمتع معها بماله. وكأن المال ماله وحده. ألم تضح هذه المرأة برغباتها الشخصية وزهدت واسترشدت مصاريف بيتها لكي ينمو هذا المال؟ فهل هذا جزاؤها؟ خيانتها مع امرأة أصغر منها، بدل أن يلتزم بالوفاء للمرأة التي وقفت معه ويحاول تجديد حياته معها. لكن الرجال الذين أعمتهم شهواتهم مع انعدام القيم الدينية لديهم، تكون لديهم زوجات بعضهن جميلات ورشيقات على رغم كبر السن لكن عيونهم لا تكتفي بهن. فهي طائرة تحل من امرأة إلى امرأة أقل جمالا من نسائهن لكنهن يمارسن معهم الرذيلة حسبما يشاءون هم لا النساء. أي بائعات هوى يفعلن ما يريد زبائنهن. أين القيم الدينية؟ أين الأخلاق الفاضلة أين الوفاء؟ كلها تبخرت في الهواء والضحايا هم النساء الذين أقنعهن قصر بصيرتهن مع نصائح رجال الدين أن المرأة داعية وراعية في بيتها. فهل كفلت الدولة لهذا النوع من النساء النفقة المحترمة والسكن لأبنائها لو تطلقت من زوجها أو تزوج عليها زوجة أخرى ولا تريد البقاء معه وتريد الطلاق؟ لا أحد يفكر في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة لحماية حقوق المرأة الدينية في الزواج. كلها تطبق لحماية حقوق الرجال وكأنهم أبدعوا في أداء واجباتهم الدينية لزوجاتهم وأولادهم أثناء الزواج حتى يستحقوا حقوقهم في الطلاق وتعدد الزوجات... وللحديث بقية.
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ