ترجع العلاقات الماليزية البحرينية وحتى بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط عموما إلى العام 1975 بينما تم افتتاح السفارة الماليزية في المنامة في العام 2003 الذي جاء اثر زيارة قام بها رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد في العام 2001 إلى العاصمة البحرينية نظرا إلى تزايد المشروعات الماليزية المشتركة مع الجانب البحريني وتبادل أوجه التعاون المستقبلية من خلال لجنة مشتركة شكلت بين البلدين تسعى إلى تعزيز أوجه الاستثمار والتبادل التجاري بين البحرين وماليزيا التي من المقرر ان تجتمع خلال العام المقبل. وعلى رغم ان ماليزيا تحظى بالاسثمارات الممولة برؤوس أموال جميع دول مجلس التعاون، الا ان البحرين لا تحظى بأية استثمارات حيوية في ماليزيا التي يأمل سفيرها في المنامة نيمون اشاكلي محمد أن تبدأ الاستثمارات في المستقبل القريب من قبل كلا القطاعين العام والخاص. كما أشار السفير الماليزي في حديث خاص بـ "الوسط" إلى أن التسهيلات التي توفرها حكومته من استقطاب السياح الخليجين عموما والبحرينيين خصوصا وذلك بداية باعفاء رسوم تأشيرة الدخول لرعايا دول المجلس جاء مع السياسة السياحية الجديدة التي تبنتها حكومته ضمن مشروعات تطوير البنية التحتية لماليزيا التي تعرف بمسمى "الرؤية المستقبلية 2020". إذا يأمل اشاكلي محمد أن تتم معاملة الرعايا الماليزيين بالمثل من خلال اعفاء رسوم التأشيرة مع الجانب البحريني التي تقدر بخمسة دنانير لمدة أسبوعين. في حين كشف اشاكلي محمد أن ماليزيا ستجري مفاوضات التوقيع على اتفاق التجارة الحرة لماليزيا موضحا ان المفاوضات ستشمل جميع دول المجلس على غرار الاتفاق الذي وقعته مع الصين. في حين شدد السفير الماليزي على أهمية فتح سفارة بحرينية في العاصمة كوالالمبور كونها ستكون في قلب دول جنوب شرق آسيا وانطلاقا لعملياتها الدبلوماسية التي بكل تأكيد لن تستطيع ان تتواصل معها سفارتا البحرين في بكين وطوكيو وذلك لبعد المسافة الجغرافية. وهذا نص الحديث كالآتي: أين تكمن أهمية البحرين بالنسبة إلى ماليزيا؟ - تكمن الأهمية في أننا نستفيد منها كمركز مصرفي مهم في منطقة الشرق الأوسط... فالبحرين متطورة في هذا الجانب من شتى النواحي بما فيها مصارف الأفشور والمصارف الإسلامية. فهناك على سبيل المثال مصرف "لايبون" الماليزي الذي انشيء "حديثا" في كوالالمبور وهو مصرف أوفشور يعمل ويتعاون مع مصارف الاوفشور الموجودة في البحرين والشيء نفسه مع المصارف الإسلامية التي يولي لها اهتماما خاصا. فحاليا يوجد فرع لأحد المصارف الماليزية المهمة افتتح في العام 2002 وهو "MAY BANK" الذي يركز في تعاملاته مع المصارف الإسلامية التي لها فروع في البحرين ونأمل من خلال ذلك تبادل المعلومات خصوصا فيما يتعلق بالاستثمارات بحسب النظم المتوافقة مع نظام الشريعة الإسلامية الخاص بالجانب المصرفي وذلك من خلال مصرف "لايبون" الذي انشئ أخيرا.
الاستثمارات الماليزية
هل مصرف "لايبون" لديه فرع في البحرين؟ - لا، فهو انشئ حديثا كما ذكرت مسبقا وتنطلق عملياته ومتابعاته من كوالالمبور في تواصل مع فروع المصارف الإسلامية في البحرين وليست هناك نية لفتح فروع له في الوقت الحالي لكننا نأمل استقطاب استثمارات بحرينية في ماليزيا. هل هناك أية استثمارات بحرينية داخل ماليزيا؟ - حتى الان لا توجد، ولكن هناك لجنة مشتركة بين البلدين التي من المقرر ان تعقد اجتماعها خلال العام المقبل نأمل أن يفتح الباب لكلا القطاعين العام والخاص للاستثمارات فغالبية ما عندنا هو من جميع دول المجلس التعاون الخليجي عدا البحرين على رغم اننا نحظى بالكثير داخل بلادكم من مصارف ومقاولات انشاء إلى صناعات أخرى مختلفة فنحن نستثمر أكثر مما تستثمرون عندنا. لكن هناك استثمارات وشركات ماليزية موجودة في البحرين هل هناك مشروعات أخرى مستقبلية ستقوم بها ماليزيا داخل البحرين؟ - نعم، هناك الكثير فمثلا هناك شركة دبليو ستي للهندسة التي قامت بتنفيذ حلبة الفورمولا 1 مع شركة "سابكو"، اضافة إلى بناء وتنفيذ الجسور المعلقة ورصف الطرق كجسور ضاحية السيف المعلقة ودوار اللؤلؤ وحاليا نقوم بتنفيذ الشوارع السريعة المؤدية إلى مشروع درة البحرين إلى جانب ان الشركات الماليزية ترحب بتقديم جميع خبراتها لجميع المشروعات الحيوية التي تشهدها البحرين من مدن جديدة وغيرها. هناك فرصة للتعاون مع عدد من الشركات الماليزية إذ قامت السفارة الماليزية بتحديد مواعيد وترتيب زيارات من أجل توفير فرص التعاون مع القطاع الخاص. وهنا لابد من الإشارة إلى أن شركة "بتروناس" النفطية قامت على مدار عام كامل بعملية بحث وتنقيب للنفط في مناطق مختلفة في العام 2002 وتم التنفيذ في أربعة آبار لكن للأسف لم يكشف أي نفط خام فيها ومازالت تتطلع للتعاون مع شركة "بابكو" مستقبلا قبيل الانتهاء من مهمتها مع مطلع العام الجاري.
الصادرات الماليزية
هل هذا فقط؟ - هناك المزيد من مشروعات نأمل ان تكون الشركات الماليزية لها نصيب في ذلك مثل تنفيذ انشاء الجسر الذي يربط بين البحرين وقطر "جسر المحبة" إلى توسعة اجزاء من مطار البحرين الدولي التي سيعلن عنها في وقت لاحق لتميز وخبرة تجربتنا في هذا الجانب خصوصا ما يتعلق بشأن بناء الجسور والمطارات. كم يبلغ حجم الصادرات بين ماليزيا والبحرين؟ - يبلغ حجم الصادرات الماليزية إلى البحرين نحو 50 مليون دولار سنويا بحسب احصاءات ،2004 بينما استوردت ماليزيا من البحرين أكثر من 75 مليون دولار في العام الماضي. في حين تركزت الصادرات الماليزية إلى البحرين على المنتجات الصناعية والخشب والأغذية اما الواردات من البحرين فتركزت على الألمنيوم ومشتقات النفط، ونحن أيضا بصدد اجراء مفاوضات على توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون.
حوادث أيلول
لكن لماذا عززتم علاقاتكم وتعاونكم بصورة أكبر مع البحرين خلال السنوات الثلاث الأخيرة؟ - علاقاتنا لطالما كانت قوية ونحن بلدان مسلمان ونحرص على مد الجسور فالقضايا التي تمس البحرين تمسنا أيضا ولابد أن حوادث 11 سبتمبر / أيلول اثرت في تعزيزها إذ كثفت الحكومة الماليزية جهودها في تعزيز اوجه التعاون في مختلف المجالات مع دول المجلس بما فيها البحرين علما بأن افتتاح السفارة الماليزية في البحرين في العام 2003 اقر بعد زيارة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد في العام .2001 أيضا أصبحت رسوم تأشيرة الدخول معفية على جميع رعايا دول الخليج بينما نأمل ان تفتح سفارة للبحرين في كوالالمبور لأن أدائها سيكون في قلب جنوب شرق آسيا، فسفارتا بكين وطوكيو لن تحققا الغرض بكل احترام للجانب البحريني. دول الخليج ونأمل تسقط الرسوم من الجانب البحريني التي تصل الى خمسة دنانير لمدة أسبوعين.
ثاني دخل قومي
الهذا السبب انتعش قطاع السياحة الماليزية في السنوات الأخيرة من قبل رعايا دول الخليج؟ - بلاشك فهناك رؤية مستقبلية لذلك المعروفة بـ "رؤية 2020" لانشاء البنية التحتية لماليزيا والسياحة جزء منها إذ يعتبر القطاع السياحي من اهم القطاعات وهو ثاني اهم مصدر للدخل إذ كان مجموع ما حصلت عليه ماليزيا في العام 2004 من السياحة يبلغ نحو ثمانية مليارات دولار "وهذا لوحده يعادل تقريبا ما تحصل عليه البحرين من الناتج القومي". وقد زار ماليزيا في العام الماضي نحو 16 مليون سائح كانت زيادة عدد السياح في العام الماضي تمثل مثلث صغير فقط ازداد عدد السياح البحرينيين بنسبة 53 في المئة بعد أن صعد عدد البحرينيين الذين زاروا ماليزيا من الفي بحريني في العام 2003 الى أكثر من اربعة الاف في العام .2004 أما السياح من السعودية فقد ازدادو من 20 ألفا في العام 2003 الى أربعين ألفا في العام 2004 "أي 10 اضعاف البحرينيين الذين زارو ماليزيا". بماذا تتميز السياحة في ماليزيا؟ - نحن اليوم نخطط الى تدشين برنامج لرعاية السياح باسم "اشعر كأنك في وطنك" كما اطلق شارع باسم "شارع العرب" في كوالالمبور الذي تتوافر فيه جميع المحلات والمطاعم التي تقدم الاجواء والاطعمة العربية. كما تخطط ماليزيا لاستقطاب السياحة التعليمية إذ يوجد حاليا عدد محدود من الطلبة البحرينين لا يتجاوز عد اصابع اليد الواحدة على امل ان يزداد مستقبلا الى توفير السياحة العلاجية لمن يود الحصول على رعاية صحية متطورة. وكذلك، فإن ماليزيا تعرض على السياح توفير "حفلات زفاف" للمتزوجين. وهناك الكثير من يختار ماليزيا لقضاء شهر العسل، وسيكون بإمكانهم الحصول على زفاف بطرق عدة، منها الماليزية، والهندية والصينية. وعلى هذا الأساس فإن الحكومة الماليزية توفر معلومات باللغة العربية للسياح لمساعدتهم على قضاء فترات ممتعة ترغبهم في العودة إليها مع ضمان احترام العادات العربية والإسلامية.
مواقف ماليزيا
بناء على ذلك كيف تنظر ماليزيا إلى استفتاء العراق المرتقب خلال الشهر المقبل؟ وهل تنوى ان تستثمر في العراق؟ - الموقف الرسمي يدعم التطورات الحالية في العراق على أمل ان يكون دستور العراق يضمن العدالة والمساواة لجميع اثنيات العراق. اما بالنسبة إلى الاستثمارات فنحن نرحب بذلك في بناء العراق الجديد طالما توفر الأمن المصاحب لتحقيق المشروعات الحيوية التي تتطلب لبناء دولة جديدة.
العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ