العدد 2423 - الجمعة 24 أبريل 2009م الموافق 28 ربيع الثاني 1430هـ

«مهرجان الخليج السينمائي الثاني»...توقعات وآمال تنتظر من يحققها

على رغم أن الدراما الخليجية ليست قديمة العهد على الشاشات، بالمقارنة مع الدراما المصرية أو السورية، فإنها خلال السنوات الأخيرة شقت طريقها بعزم وأوجدت لها حضورا قويا على واجهات الفضائيات العربية، فبرز حضورها المتزايد ما بين الأعمال الأخرى التي تقدم للمشاهد العربي، وخصوصا خلال موسم عرض الأعمال الجديدة في رمضان.

غير أن التجربة الخليجية التي تسعى بعزم لأن تسجل لنفسها اسما في قوائم الإبداع، لم تغفل أهمية أن تدخل مجال الإنتاج السينمائي، وأن تبتكر مجموعة من الفعاليات التي تقدم الدعم لهذا النوع من الفنون. ولعل تجربة «مهرجان الخليج السينمائي الأول» الذي أقيم في العام الماضي، كان أحد أهم التجارب التأسيسية لإدخال عدد كبير من المواهب الشابة الواعدة، والقدرات الكبيرة الخبيرة، ضمن فعالية تعطي فرصة لظهور وبروز الكثير من الأعمال التي قد لا تتيح الظروف المتباينة التي تحجب وتؤخر عرض الكثير منها للتنافس والوصول إلى الجماهير.

وعلى رغم أن التجربة الأولى نالت نصيبها من النقد اللاذع في العام الماضي، لضعف الكثير من الأعمال التي شاركت في المهرجان وعدم تلبيتها ووصولها إلى المستوى المطلوب، فإن التجربة الثانية تقدمت على سابقتها بخطوة أو أكثر، وتحولت إلى ساحة من الآمال والتوقعات ببروز بعض الأعمال وتفردها، على رغم تعليق المتابعين للمهرجان بأن قلة من الأسماء الكبيرة المهتمة بهذا المجال سجلت حضورا في افتتاحه، غير أن العدد الكبير من الأعمال المشاركة في هذه المهرجان، من مختلف الفئات، سواء أكان من فئات الأفلام الطويلة أو القصيرة، الوثائقية أو التسجيلية، المعدة من قبل هواة وطلاب، أو حتى الموجهة إلى الأطفال، التي وصل إجمالي عددها إلى 169 فيلما من بينها 109 أعمال خليجية... هذا العدد سمح ببروز عدد لا بأس به من الأعمال الجيدة، التي تصدرها بالفوز الإنتاج العراقي، الذي وصف بأنه نال «حصة الأسد» في هذه المهرجان.

ويرجع البعض تفوق العراقيين في المهرجان إلى خبرتهم التي اكتسبوها من الغرب، وخصوصا أن عددا كبيرا منهم عاشوا في المغترب في دول أجنبية، كما أن قوة القضايا التي طرحوها التي تراوحت ما بين هموم الوطن والإنسان، وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كانت الملهم الأول لهم... في مقابل حداثة الدول الأخرى المشاركة في المهرجان في هذا المجال بدرجة ما، وصرامة المجتمع والمتلقي الذي يمطر أي نوع من الإنتاج الفني المنسوب إليه بعدد كبير من المحظورات والمحرمات والحواجز والمخاوف وغير ذلك من الأمور التي تعيق إنتاج العمل في بيئة تيسر نضوجه وبروزه بشكل سهل وطبيعي.

ومع أن المهرجان أتاح الفرصة لجميع النماذج الإنتاجية المشمولة بغطاء السينما، على مختلف ألوانها وقوالبها ومدتها، فإنه كان من الملفت للأنظار كثرة الأفلام القصيرة، والوثائقية، التي حققت حضورا أيضا في المهرجان السابق، حيث يرجع البعض سبب كثرة هذه النوع إلى صغر الموازنات اللازمة لإنتاجه بالمقارنة بالأعمال السينمائية الطويلة، التي قد يعترضها الكثير من العقبات. كما أن الأعمال الوثائقية والأفلام القصيرة، قادرة على عرض القضايا التي سعى المشتركون إلى إبرازها في أعمالهم بسهولة أكبر، على خلاف الأعمال الطويلة التي تتطلب نصا وسيناريو جيدا ليوصل القضية بسلاسة إلى المشاهد.

وسواء أكانت البوابة الجديدة التي سيفتحها الإنتاج الفني الخليجي سينمائية أو غير ذلك من النماذج، فإن الدرب مازال طويلا أمام الكثير من الأسماء، والقضايا الشائكة والعالقة تكاد لا تحصى ولا تعد، وهي بحاجة إلى قدرات تحول تفاصيلها إلى نصوص قابلة للإنتاج ضمن معطيات المكان والزمان، من دون أن تفقد رونقها وعمق جوهرها.

العدد 2423 - الجمعة 24 أبريل 2009م الموافق 28 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً