أقام مركز شباب رأس الرمان الثقافي مؤتمرا صحافيا يوم الثلثاء الماضي تمهيدا لحملة الوقاية من المخدرات التي أطلقتها اللجنة الاجتماعية والصحية في المركز بالمنطقة تحت شعار "ابدأ بنفسك. .. واحم ابنك" في قاعة المركز. وأشار عضو اللجنة الاجتماعية والصحية رياض ضيف أن "الفعالية التي يقوم بها المركز تحت ذلك العنوان هي فعالية أهلية، ويعطي فيها الشعار المستخدم بعدين، البعد الأول موجه للمتعاطي ليعود ويتوب عن تعاطيه للمخدرات، والبعد الثاني يرمي لحماية الأبناء". من جانبه، صرح عضو اللجنة الاجتماعية والصحية أحمد علي: بأن "المؤتمر الصحافي أقيم بغرض التعريف بحملة الوقاية من المخدرات بالمنطقة، ولعرض برنامج الفعاليات التي ستستمر من 1 سبتمبر/ أيلول إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول، وستتم الحملة بالتنسيق مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وقسم التثقيف الصحي بوزارة الصحة، ومستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة"، مشيرا إلى أن الحملة تحتوي على ورش تدريبية ودورات تثقيفية وتوعوية وترشيدية للحد من انتشار المخدرات، وسيسهم في هذه الحملة اختصاصيون وأكاديميون، إذ ستشكل لجنة استشارية متخصصة من طبيب وممرضات لمساعدة اللجنة الاجتماعية والصحية لإقامة الحملة وتنشيط الجانب الإعلامي لها ولاستحداث فعاليات تثقيفية جديدة. وتأتي هذه الحملة لبث روح التعلم من الأقران كما يذكر اختصاصي الطب النفسي عبدالنبي درباس الذي قال: "إن الدراسات أثبتت أن الأطفال إذا اعطوا معلومات سهلة عن الوقاية من مضار المخدرات و"مهارة الرفض" و"التعلم من الأقران"، فإنه لا يمكن أن ينتشر بينهم داء المخدرات، فيما المجموعة الأخرى المستهدفة هي الآباء والأمهات بغرض بث أساليب الاكتشاف المبكر في ورش عملية في اللجان المجتمعية التي تطلق أساليب التوعية"، ومن جهتها أضافت اختصاصية التثقيف الصحي أمل الجودر أن هذه الحملة "تأتي خصيصا للشباب لتكون لديهم روح صناعة القرار ليقولوا: "لا، للمخدرات"". وكان البرنامج قد بدأ بكلمة لرئيس مجلس الإدارة ماجد الماجد أكد فيها ترحيب المركز بمثل هذه الفعاليات التي تسعى لبث الوعي المجتمعي، فيما أشار رئيس اللجنة الاستشارية سلمان غريب في كلمة اللجنة الاستشارية إلى أن "اللجنة شكلت لتضع البرامج والخطط لسير الحملة ولتضع البرامج الوقائية للحد من هذا الداء في ندوات ودورات تدريبية وورش عملية موزعة على ثماني ورش تدريبية". وأوضح غريب أن الورشة الأولى ستكون بعنوان: "حماية وتوعية الشباب بمخاطر المخدرات وسوء استخدام العقاقير" وينظمها قسم التثقيف الصحي في 15 و22 و29 سبتمبر إلى 6 أكتوبر/ تشرين الأول، والفئة المستهدفة فيها الشباب والشابات " 15 إلى 18 سنة" والأمهات والآباء، والورشة الثانية بعنوان: "التأثير السلبي للمخدرات على التفكير الإبداعي لدى الطلبة والطالبات" وتنظمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة في 10 - 12 اكتوبر، والفئة المستهدفة فيها الشباب والشابات " 15 إلى 18 سنة". وبالتعاون مع مستشفى الطب النفسي ستوزع ورش عمل على الفئات المستهدفة بواقع 11 ورشة يحاضر فيها درباس، الأولى بعنوان: "التعلم من خلال الأقران والنظراء" والثانية محاضرة عامة عن "المخدرات والتدريب على إلقاء المحاضرات"، والثالثة "تنمية المهارات - مهارات الرفض والتواصل" والرابعة "يوم مفتوح مع الشباب وإدارة المركز والأطباء والمحاضرين عن كيفية توصيل هذه المعلومات إلى الآخرين" والخامسة "محاضرة عن الإدمان" والسادسة "أساليب التوعية - كيفية التصدي لظاهرة انتشار المخدرات". وأكد غريب أن "هناك الكثير من المشاركات لبعض الجهات الرسمية كوزارة الداخلية ومشاركات من مركز البحرين للدراسات والبحوث وبعض الأطباء المتعاونين". وأعطى الاختصاصي درباس في الندوة لمحة تاريخية عن مشكلة تعاطي المخدرات، إذ نوه إلى أن "المشكلة تعد من أخطر ما تمر به المنطقة، فمع نهاية 1970 دخلت إلى المنطقة مادة المورفين فيما دخلت مادة الهيروين مع نهاية الثمانينات وكانت لدينا 400 حالة، وترجع هذه التحولات إلى المتغيرات الإقليمية التي حصلت بالمنطقة في المثلث الذهبي، إذ دخلت الكثير من المواد المخدرة"، مشيرا إلى أن هناك مراكز افتتحت للوقاية والعلاج من المخدر، "إذ تم افتتاح مركز المؤيد، وبعد 2002 تأزمت الأمور أكثر وظهرت زيادة كبيرة للمهربين وبدأت مؤشرات لأزمة كبرى مقبلة، إذ بلغ عدد الحالات في مستشفى الطب النفسي أكثر من 67 في المئة ومع 2004 سجلت حالات 400 في المئة وعدد الوفيات بلغ 400 في المئة فكانت المشكلة بدخول عقاقير جديدة مخدرة فبدأت معالجة المشكلة أمنيا، وأطلق أخيرا مجلس الأمم المتحدة مشروعا عالميا لخفض الطلب".