العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ

طيران الخليج... لحقوا علَي

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

السؤال المطروح اليوم في جميع أنحاء مملكة البحرين هو: ما سبب انسحاب إمارة أبوظبي من الشراكة في طيران الخليج وهي شركة يعلن المدير التنفيذي لها يومياً وعلى صفحات الجرائد أنها دخلت في مجال الربحية وغطت جميع خسائرها؟ والجواب طبعاً موجود في أدراج بعض المكاتب ومقفول عليه بالمفتاح... والمفتاح عند الحداد... والحداد يبي فلوس... والفلوس طارت... ولا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى

طيران الخليج كانت شركة ربحانة في يوم من الأيام وكانت تكبر مع الزمن ولو لم تكن كذلك لما دخلت في شراكتها ثلاث دول أخرى (عمان وقطر وأبوظبي )، بالإضافة إلى البحرين البلد الذي أسس الشركة... ولكن... وبعد دخول الرؤساء التنفيذيين الذين كانوا بلا ضمير ولاحس وطني ولا وازع ديني ولا مراقبة صارمة تردعهم عن ما قاموا به من سرقات عيني عينك، ابتدأ العد التنازلي لانهيار الشراكة في طيران الخليج... وجود رؤساء تنفيذيين يتصرفون بكل حرية وبسيطرة مطلقة ومن تحتهم مديرون تنفيذيون كاملو الصلاحيات تحت يدهم بشرط أن يغمضوا أعينهم عما يعمله رئيسهم... ومن تحت المديرين التنفيذيين مديرون للتخصصات والفروع يخيطون ويبيطون من دون حسيب ولارقيب بشرط أن ينفذوا ما يريده ويأمرهم به المدير التنفيذي المسئول عنهم... بعد كل هذا التسلسل الإستغلالي للكادر الوظيفي في طيران الخليج ماذا بقي للشركة كي تحافظ عليه؟ ولاشيء... أفلست بالتأكيد... فالاستغلال في الشركة وصل إلى درجة أن يشتري الرئيس التنفيذي وعلى حساب الشركة طقماً صينياً كبيراً من النوع المذهب الغالي جداً ويشحنه أولاً إلى البحرين ثم من البحرين إلى شقته في القاهرة (طبعاً الشحن على طيران الخليج وببلاش ) وهذا غيض من فيض... وعلى حساب الشركة أيضاً يوجد له وللمديرين التنفيذيين أجنحة فخمة في أحد فنادق الخمسة نجوم للراحة والاستجمام وعمل العزايم... هذا عدا عن الكميشنات التي تؤخذ عن الصفقات المشبوهة وغير المربحة، وعدا عن التذاكر المجانية التي توزع بالهبل يميناً وشمالاً حتى أنك لا ترى في الطائرة المغادرة سوى نسبة ضئيلة من الذين على متنها هم من الركاب الدافعين لقيمة تذاكراهم...

عندما رفضت دولة قطر المشاركة في زيادة حصتها وانسحبت من الشركة ابتدأت طيران الخليج في التخفيف من موظفيها الكبار البحرينيين المواطنين الذين يملكون الرصيد الأكبر من الخبرة في إدارة شئون الطيران ولم تحافظ عليهم لكي تستفيد من خبرتهم في النهوض بالشركة من كبوتها، فاستغلت الشركات الأخرى الموجودة في المنطقة والمنافسة هذا الوضع ووظفتهم لديها وبرواتب عالية فساهموا في تطوير وتنجيح هذه الشركات التي أصبحت جميعها اليوم أكبر وأحسن من طيران الخليج... وبدلاً من المحافظة على الموظفين الأكفاء تم استدعاء رجل من استراليا متخصص في تفليس الشركات الكبيرة وله باع كبير وخبرة في هذا المجال التفليسي... تم استدعاء هذا الرجل ووضع في منصب الرئيس التنفيذي للشركة حتى يكمل على الفتات الباقي منها...

إن انسحاب إمارة أبوظبي من الشراكة في طيران الخليج لهو أمر خطير لأنه سيسحب الدعم الكبير المقدم من قبلها وإذا لم نتدارك الموضوع من الآن فمن الممكن أن تنسحب سلطنة عمان أيضاً وبعدها من الممكن جداً أن تضيع الشركة وتعلن إفلاسها وتغلق أبوابها... وإذا حصل ذلك لا قدر الله فهذا يعني ضياع الآلاف من الوظائف وتسريح عدد كبير من الموظفين الذين يعيلون الكثير من الأسر وهذا وبال سيقع علينا في البحرين... صحيح أنها نظرة قاتمة نوعاً ما، ولكن من الممكن أن تحصل إذا أخفينا رؤوسنا في الرمال ولم نر الوضع على حقيقته... أما إن كنا صادقين مع أنفسنا ونريد لهذه الشركة الوطنية الكبيرة التي تتحكم في معيشة الكثير من الأسر البحرينية بالصمود في السوق والاستمرارية فلنعملها شركة تجارية مساهمة ولنطرح أسهمها في السوق وهو الكفيل بإنجاحها... هذه أمنية أرجو أن تتحقق في حياتي.

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً