العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ

سكوتكم جريمة

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

ثمة عراقيون بسطاء لم يرتكبوا جرما سوى أنهم خرجوا مع إشراقة فجر عراقي من أجل البحث عن رزق شريف يؤمن قوت أبنائهم، لم يشتركوا في حكومة ولم يساندوا احتلالا، توجه العشرات منهم إلى حي فقير في مدينة الكاظمية التي لم تفق من وقع كارثة جسر الأئمة بعد. البراءة والقلوب البسيطة المفعمة بالأمل لربما تخلص العراق من كابوسه الجديد التي لم تكن كافية على ما يبدو لمنع عطاشى القتل، ممن تعلموا سفك الدماء لينفذوا عملية سوداء لحصد أكبر عدد ممكن من أرواح هؤلاء البسطاء. لم نستغرب عندما يصمت من يدعي العروبة من أقصى الخليج إلى أقصى المحيط عن إدانة هذه الجرائم، وكأن الذين قضوا في هذه الجريمة البشعة هم من بقايا الروم أو من فلول البربر! ولم نستغرب أيضا عندما نرى أن حربا ضروسا تشن، عنوانها القتل والثأر بسبب الهوية، ولكن العجب كل العجب أن يتفضل علينا أصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب بدعوة العراقيين المفجوعين إلى تأكيد عروبتهم! إنها والله لقسمة ضيزى، فهؤلاء العرب الذين تهافتوا ورفعوا الرايات من أجل مناصرة ضحايا كاترينا، لم يسع أحد منهم لتقديم ولو معشار تلك الملايين لضحايا الإرهاب التكفيري الأعمى في العراق، كلا، حتى الإدانة والشجب والاستنكار لا مكان لها في قاموس عروبتهم، لأن من تتساقط دماؤهم ليسوا عربا على شاكلتهم. أين فوارس الجامعة العربية، وأين المتشدقون بالعروبة عن حماية دماء العراقيين؟ ألا من يوقف نزف هذه الدماء البريئة؟ ألا من عقل، ألا من حكمة، ألا من قلب بصير؟

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً