كل إرهاب، مشروع قبر مفتوح على المنجز الإنساني.
الإرهاب لا يصنع معرفة، بل يصنع شعوبا سهلة العطب، سريعة الانقراض.
الإرهاب لا يؤمن بالذاكرات الأخرى، إنه يدشن ذاكرته، ويعممها في درس القتل والنسف والمصادرة.
بهذا المعنى، الإرهاب مشروع لنسف الفروقات القائمة بين الجنس البشري وبقية الكائنات الأخرى. ألا تتجلى حينها الفوضى، وتلاشي المنجز البشري، وعودته الى ما قبل اكتشاف النار؟
لا ينحصر إرهاب أي دولة في أجهزة الأمن، إذ يظل ذلك الإرهاب كامنا في أجهزة قد لا تخطر على بال، بدءا بالإعلام، والبيئة، والتثقيف الصحي، وليس انتهاء بالعدل!
تلك الأجهزة تنتج بالضرورة شعوبا مهيئة للصدمة لبعض الوقت في حال استراحت مكنة إرهاب الدولة من الدوران، وهي استراحة يتطلبها استئناف أي نشاط يراد له التصعيد وتراكم إنتاجه بحسب تقديرها!
السكوت على إرهاب الفرد، يمهد للرضا والإيمان بإرهاب الدولة، إذ كل إرهاب - مع تعدد مظاهره وصوره ومسمياته - عقيدة تسعى إلى زعزعة الإيمان بما عداها من عقائد!
الآلة التي تمارس الإرهاب لا خيار لها... الخيار الجزئي بيد موجهها، لا خيار كليا للقائم على دور الآلة ووظيفتها، إذ الفكر الذي يشكله ويحركه ضمن دائرة الانتماء هو الذي يوزع الخيارات ويوسعها هنا، ويضيقها هناك، ويحجبها هنالك.
أية نصوص يمكن الإيمان بها، تلك التي لا تكتفي بأن يفخخ شخص نفسه في طريق فهمه هو لتلك النصوص، بل يشترط عليه فهمه أن يأخذ في طريقه الى الموت كل من يتاح له مصادفته؟ هل يمكن لذلك الفهم أن تكون له علاقة بالله
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1105 - الأربعاء 14 سبتمبر 2005م الموافق 10 شعبان 1426هـ