العدد 2422 - الخميس 23 أبريل 2009م الموافق 27 ربيع الثاني 1430هـ

مشكلات الأُسر آخر الأسبوع

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تعاني الكثير من الأسر مشكلات اجتماعية آخر الأسبوع، يكون تأثيرها سلبيا على الوضع الاجتماعي داخل الأسرة، وتتراكم المشكلات حتى تنتهي بمصائب تزعج المحيطين وتُؤثر على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة.

وللأسف الشديد فإن أول المشكلات التي تعاني منها الأسرة، هو عدم وجود مناطق ترفيهية كثيرة في المملكة خاصة بالأسر، دون وجود عزّاب يضايقون من حولهم. فالساحل خرج من خريطة الأهالي ومن خريطة جزيرة البحرين، وإذا كان رب الأسرة مقتدرا، فإنه يلجأ إلى أحد الفنادق الفارهة ويدفع مبلغا كبيرا، حتى يُمتّع أهله وأسرته بالساحل والطبيعة.

كذلك من الأمور المزعجة داخل الأسرة في نهاية الأسبوع، هو اكتظاظ أماكن الترفيه لقلّتها في البحرين، وبخاصة عند مزاحمة جيران المنطقة على الأماكن القليلة عندنا، مما يسبب بعض المشاحنات والمجادلات، فينتهي المطاف برفض ولي الأمر إخراج أهله إلى هذا المكان أو ذاك، تفاديا للمشكلات.

وقضية أخرى تطرأ على الأسرة كل نهاية أسبوع، إذ إن الموازنة لا تسمح بالذهاب إلى أماكن الترفيه ذات الطابع المالي، فالراتب ينتهي عندما يتم استلامه على القروض والديون والمدرّس الخصوصي، مما يجعل الأسرة محشورة في بيتها، لا تستطيع الترفيه والتنفيس بعد عناء الأسبوع الحافل بالأعمال والواجبات.

وإذا تناولنا قضية المدرّس الخصوصي، فإن مشكلته في نهاية الأسبوع معقّدة جدا، فهو لكثرة مشاغله يختار هذين اليومين ليدرّس الأبناء، فلا يستطيع رب الأسرة التخطيط للخروج إلى بعض الأماكن البسيطة، لأنه ملزوم بوجود المدرّس الخصوصي داخل بيته، لإفهام ابنه مادة معينة لم يفهمها داخل مدرسته، فيضيع هذا اليوم المسكين مع عملية التعليم غير المنتهية! وفي بعض الأحيان تتوافر المادة، ويهم الآباء بعرض هذا المكان على الأسرة، ولكن مشاغل الأبناء وإدمانهم على الأجهزة الإلكترونية والتلفاز، يجعلهم يرفضون الذهاب، فيفسد الاجتماع العائلي الذي كان مُخططا له من قبل الوالدين، لعدم حضور الابن أو الابنة.

فللأسف عصر العولمة عقّد البناء الاجتماعي للأسرة، وأبعد الأسرة عن جو التجمّع العائلي، فالعالم أصبح قرية، ولكن الأسرة أصبحت عالما، كل فرد فيه بعيد عن الآخر، وكثير من الأبناء لا يحرصون على رؤية الأهل كل يوم، حتى وإن كانوا في نفس المنزل، وتحت نفس السقف!

وإننا اليوم مع بداية الفورمولا 1، نستطيع أن نعزز التواجد الأسري، ونَصر على أواصر الترابط العائلي، بحيث تخرج العائلة كلها لتساند هذا المشروع، من خلال التواجد في الحلبة، فهذا المحفل ليس رياضيا ولا سياسيا واقتصاديا فقط، بل إنه قد يكون محفلا اجتماعيا، يشجّع الأسرة على التواجد في نفس المكان، حتى ترفّه عن نفسها في هذه الحلبة داخل مملكتنا البحرين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2422 - الخميس 23 أبريل 2009م الموافق 27 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً