نشأ تعبير "الطابور الخامس" أثناء الحرب الأهلية الاسبانية التي نشبت العام ،1936 واستمرت ثلاث سنوات، وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال "كويبوكيللانو". وكان أحد القوات الثائرة، وكان يحدث قواته الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، ثم قال: إن هناك أيضا طابورا خامسا يعمل مع الثوار وكان داخل مدريد، ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب. ازداد هذا التعبير رسوخا في معناه عن الجواسيس عندما اعتمد هتلر في الحرب العالمية الثانية على عدد كبير من الجواسيس. واتسع أكثر حينما شمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسانية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي. من هنا، يمكننا أن نحدد ان الطابور الخامس هم أقلية مندسة بين صفوف الشعب الواحد، وليست الاكثرية، إذ لا يمكن ان تطلق هذه العبارة بمعنها السلبي على الاكثرية، وإلا تحولت إلى معنى إيجابي تحت مسمى "ثورة شعبية". يدور الحديث كثيرا بين الصفوف من استغلال هذه العبارة في خطب الجمعة ووصف طافئة معينة بها، هذه الطائفة التي ينسب لها "الطابور الخامس" هي الاكثرية في هذا البلد باعتراف الجميع، وهي التي اختارت بإرادتها الكاملة أن يكون حكم هذه البلد عربيا خالصا، وهذه الطائفة التي لولا رجالاتها الأشراف لما عشنا فترة الإصلاح بتصويتها على ميثاق العمل الوطني، هذه الطائفة التي لا يمكن التشكيك في ولائها الوطني لهذه الأرض هي التي ناضلت من أجل خير وصالح هذه الأمة بمختلف توجهاتهم وقدمت الشهداء والسجناء على مر السنين. أقول: ان هذه الطائفة لا تسعى إلى حيازة السلاح وتشكيل الخلايا النائمة التي تتبع فئات خارجية يقتلون الأبرياء باسم الدين، ولا تبيح دم الآخرين، ولا تكفر أو تحرم ما أحله الله. "الطابور الخامس" هم الفئة التي تسعى إلى تعميق الطائفية وتشتيت الأمة من أجل خلخلة صفوفها لصالح الآخرين، وهم الذين يقيمون المعارك الداخلية لتصفية حسابات خارجية
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1103 - الإثنين 12 سبتمبر 2005م الموافق 08 شعبان 1426هـ