كم غريبة هذه الحياة؟ كم هو غريب أن يكره المرء الحياة على أرض وطنه؟ بهذه الأسئلة المحيرة بدأ أحد المواطنين حديثه المشجي وهو يشرح معاناته التي تتطور يوميا. .. شق طريقه وعمل بنجاح في مجال الإعلام، برز وكان كل شيء يدل على أنه سيكون ناجحا بكل المعايير، ولكن بلمحة بصر "طار" كل شيء، وعادت الأمور إلى الصفر من جديد. ولكن لم تتغير مبالغ الديون التي حملها أخونا على كاهله لعلاج أمه التي توفيت أخيرا، ووالده الذي يرقد في العناية القصوى ولتحسين وضعه. الشرطة تطرق بيته ليل نهار، شكوى هنا وإحضارية هناك، ومحكمة وكل ما يطرأ على البال. مطاردة لا تتوقف، حتى أنه يلجأ إلى النوم في بيت أخته يوما وفي بيت صديقه يوما آخر. طرق باب الديوان الملكي مرات ومرات ولكنه لم يحصل على أي رد، حاول، كافح، نافح ولكنه لم يحصل على أي حضن يضمه ولا على يد تعينه على بلواه فأعلن استعداده لبيع كليته لكي يتمكن من دفع ديونه ويعود مرة أخرى إلى حياته الطبيعية. الغريب أن هذا الشاب الذي قارب العقد الرابع من العمر لايزال قويا على رغم الصعاب التي مر بها والتي تثبتها الأوراق التي يحملها معه باستمرار عله يجد عملا يناسب خبراته. ولعل قضية هذا الشاب، تفرض علينا طرح أهمية وجود قانون للتعطل، قانون يحمي العاطلين عن العمل وقانون يعيد لهم ما فقدوه من كرامة... قال الشاب: جميع أبناء البلد مهضومون، سنة وشيعة، والواسطة هي الحل لاقتحام أي مجال، أنا "سني" ولا أملك واسطة ولذلك لا أملك عملا
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1103 - الإثنين 12 سبتمبر 2005م الموافق 08 شعبان 1426هـ