عاش الشعب الفلسطيني الباسل يوم أمس فرحة عارمة مزجت بالدموع والصلوات والتبريكات، وذلك ابتهاجا بانسحاب آخر جندي من جيش العدو الإسرائيلي من قطاع غزة الذي ظل رازحا تحت وطأة الاحتلال لمدة 38 عاما. كانت هذه السنوات الطويلة جزءا كبيرا من معاناة عشناها مع هذا الشعب واستشعرنا خلالها معاناته التي شملت كل مناحي الحياة ناهيك عن الصراع الطويل مع العدو المحتل الذي تم الانتصار عليه ببركة أرواح آلاف الشهداء الذين ضحوا من أجل هذا الوطن. عاش الفلسطينيون الفرحة في "سيول" بشرية ضخمة انتقلت لمشاهدة المستوطنات المخلاة لأول مرة منذ منع العدو الإسرائيلي على الفلسطينيين الوصول لمناطقها أو حتى المعابر المحاذية لها. ومنهم من نزل للسباحة في البحر المقابل للمستوطنات، إضافة إلى آلاف الفلسطينيين والمصريين الذين عبروا الحدود بين فلسطين ومصر لرؤية أهاليهم على جانبي البليدين. ولم يهتم الفلسطينيون سلطة وشعبا بالمحاولة الإسرائيلية لإبقاء آثار احتلالهم المتمثلة في الكنس الموجودة في المستوطنات التي تم إخلاؤها في القطاع والتي قررت الحكومة الإسرائيلية عدم هدمها واستغلالها للهجوم على الفلسطينيين سياسيا باتهامهم بهدم "أماكن للعبادة"، فقررت السلطة الفلسطينية هدم كل متعلقات المحتل الغاصب ما عدا المباني التي ستستخدم من قبلها. وعلى رغم الشعور العظيم بالانتصار والذل الذي لحق بالعدو الإسرائيلي، إلا أن الفلسطينيين مجمعون على أن الانتصار غير مكتمل. فالأرض لم تحرر بالكامل، لأن الضفة الغربية مازالت محتلة ومازال العدو يسيطر على المعابر الأساسية محاولا جعل القطاع سجنا كبيرا، والمهجرون الفلسطينيون لم يعودوا إلى وطنهم الأم ولم تعلن مدينة القدس عاصمة أبدية لفلسطين. وأكد الأبطال الفلسطينيون أمس أنهم سيظلون يناضلون حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين