قال مسئول في طيران الخليج إن مصير الشركة سيكون بيد كل من حكومتي البحرين وسلطنة عمان، بعد أن تأكد انسحاب إمارة أبوظبي منها، الأمر الذي سيناقشه الاجتماع الطارئ لمجلس الإدارة الذي ينعقد غدا "الأربعاء". ويتوقع أن يحدد مجلس الإدارة موقفه بشأن الكيفية التي سيتم فيها انسحاب أبوظبي من الشركة. وأشار مصدر لـ "الوسط" إلى أن انسحاب أية دولة عضو من الشركة لابد أن يتم بحسب جدولة معينة من دون المساس بموجودات الشركة وإمكاناتها الفنية التي تعمل بها حاليا.

مسئول في "طيران الخليج" يؤكد انسحاب أبو ظبي من الناقلة الإقليمية

المنامة-عباس سلمان

أكد مسئول في طيران الخليج وهي الناقلة الإقليمية والتي تعاني من أزمات مالية منذ سنوات أن حكومة أبوظبي قررت الخروج من طيران الخليج وهي نفس الخطوة التي أقدمت عليها قطر قبل نحو ثلاث سنوات ما سيترك الشركة في يد حكومتي البحرين وسلطنة عمان ويبقى مصيرها معلقا بمدى التزام الدولتين بمساعدتها للخروج من ازمتها المالية والعودة إلى الربحية. وقال المسئول: "نعم أبوظبي قررت الانسحاب سيجتمع مجلس الإدارة في جلسة عاجلة يوم الأربعاء المقبل لمناقشة تبعات الانسحاب" ولم يعط أية تفصيلات أخرى عن القرار ولكن حسب القوانين المتبعة فإن الانسحاب لن يكون رسميا قبل مرور فترة معينة قد تبلغ ستة أشهر. وجاء قرار إمارة أبوظبي بعد تشكيل شركة "الاتحاد" المملوكة للحكومة في وقت سابق من العام الحالي. والشركة لديها اسطول مكون من اربع طائرات ايرباص في الوقت الحاضر وتنوي شراء ثمان طائرات أخرى ابتداء من العام المقبل. ويعد خروج أبوظبي من الشركة ضربة قوية توجه إلى طيران الخليج ومقرها البحرين والتي كانت تنوي توسيع أسطولها بشراء أو استئجار طائرات خاصة وانها كانت كما تقول مصادر مطلعة تعول دائما على مساندة حكومة أبوظبي لها باعتبارها أغنى دولة ضمن الدول التي تملك طيران الخليج. وقلصت طيران الخليج بعض الوجهات التي كانت تطير إليها في السابق ومن ضمنها المغرب العربي ما أفسح المجال أمام شركات الطيران الأخرى وخصوصا الخطوط الجوية القطرية إلى اقتناص الفرصة وتسيير رحلات شبه يومية إلى هذه الدول الواقعة في شمال إفريقيا. وأنشئت طيران الخليج قبل أكثر من 50 عاما ولكنها في السنوات القليلة الماضية بدأت وكأنها تتقهقر سنة إثر أخرى على رغم المحاولات لوقف التدهور في وضعها المالي وضخ مئات الملايين من الدولارات في موازنتها وهو الأمر الذي أدى على ما يبدو إلى انسحاب قطر من الشركة بعد تشكيلها شركة طيران خاصة بها وهي "الخطوط الجوية القطرية" التي تعتبر في الوقت الحاضر واحدة من أنشط شركات الطيران في منطقة الخليج والأسرع نموا. وعمدت طيران الخليج قبل نحو ثلاث سنوات الى وضع خطة لانتشال الشركة من الخسائر التي لاحقتها واستطاعت بقيادة الرئيس التنفيذي الجديد جيمس هوغن تخطي بعض الصعوبات إلا أن الوضع المالي للشركة لايزال دون المستوى المطلوب على رغم الإعلان رسميا عن النتائج المربحة في العام 2004 إذ بلغت أربعة ملايين دولار مقارنة بخسائر بلغت نحو 35 مليون دولار في العام .2003 إلا أن بعض المراقبين ذكروا أن الأرباح التي حققتها الشركة لا تعكس بالضرورة الوضع المالي الفعلي للشركة وهو الأمر الذي ساعد في قرار حكومة ابوظبي الانسحاب من الشركة والذي كان متوقعا منذ مدة إلا أنه تأخر على ما يبدو بسبب العلاقات الأخوية والحميمة بين القيادتين في الإمارات والبحرين. وبخروج أبو ظبي تبقى البحرين التي ليس لديها شركة طيران خاصة بها وسلطنة عمان التي تملك شركة طيران خاصة بها. وليس من المنتظر أن تستمر الشركة في مباحثاتها مع شركتي ايرباص وبوينغ من أجل تجديد الأسطول أو زيادته. وبانفصال أبوظبي عن طيران الخليج ينتهي ثالث حلم لدول الخليج العربية الست وهي المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت إلى التكامل الاقتصادي والتجاري ضمن مجلس التعاون لدول الخليج. وانتشرت حمى إنشاء شركات طيران في الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق إذ تم إنشاء شركة "الاتحاد" وقبلها "العربية للطيران" التي تملكها حكومة الشارقة. وتملك حكومة دبي شركة طيران خاصة بها هي "الإمارات" وهي واحدة من الشركات الناجحة والتي تحقق أرباحا. وإمارة أبوظبي هي أكبر وأغنى إمارة في دولة الإمارات التي تتكون من سبع إمارات والتي تشمل كذلك دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. ولا يعرف توجه بقية الدول الأربع الصغيرة في الاتحاد من إنشاء شركات طيران جديدة خاصة بها أو مطارات تخدمها. وكان مصرفيون قالوا إن البحرين كانت دائما تعول على أبوظبي في حماية الشركة من الافلاس ولكن المملكة قد تكون مستعدة لطرح حصص الدول التي تتخلى عن طيران الخليج إلى القطاع الخاص كملجأ أخير لحماية الشركة التي توظف آلاف البحرينيين والأجانب واستمرارها. غير أن بعض المصرفيين قالوا إن الشركة تحتاج إلى إدارة قوية ووثيقة لإدارة الشركة لأن صناعة الطيران في توسع مستمر وأن على الشركة إعادة هيكلة إدارتها إذا أرادت الخلاص. وبدأت طيران الخليج خطة مدتها ثلاث سنوات لإعادة هيكلة الشركة والخروج من ازمتها المالية وعودتها إلى تحقيق أرباح، وهو الأمر الذي ساندته الحكومات الثلاث المالكة بعد خروج قطر ولكن لا ينتظر أن تستمر هذه الدول في ضخ ملايين الدولارات إلى ما لا نهاية. ومع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية اضر بشركات الطيران العالمية ومن ضمنها طيران الخليج وزاد من صعوبة تحقيق طموحاتها