العدد 1100 - الجمعة 09 سبتمبر 2005م الموافق 05 شعبان 1426هـ

صحافة ليست تابعة أو راكعة لأحد!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في الدول الديمقراطية تتبوأ الصحافة مكانتها الاعتبارية اللائقة بها في "سيستام" الدولة، وتعتبر الصحافة سلطة رابعة "سلطة معنوية" تمارس دورها من خلال "مراقبة" جميع مؤسسات وأجهزة الدولة: الحكومة، بوصفها السلطة التنفيذية وما يصدر عنها من قرارات ولوائح لتنفيذ القوانين؛ والسلطة القضائية، وما يصدر عنها من أحكام في المنازعات والخصومات؛ والسلطة التشريعية، وما يصدر عنها من تشريعات وقوانين. .. وكذلك ممارسات مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية...إلخ. جميعها تخضع لمراقبة الصحافة ونقدها كما تقوم الصحافة بنقل وتغطية أخبارها... وللصحافة دور ريادي في الدول الديمقراطية سواء في التأسيس لدولة القانون والمؤسسات أو تأطير الحراك الاجتماعي وتفعيله، وتنوير الرأي العام بما يجري ونقد الممارسات الشاذة عن القانون والعمل المؤسساتي. في البحرين، لدينا هامش من الحرية في الصحافة، وقد أضافت "الوسط" جزءا كبيرا ومهما في حركة تدفق المعلومات والأخبار، المحلية خصوصا، وفي التعبير عن الرأي بحرية مسئولة فكانت الفاعل المحفز للآخرين لمسايرة سقف الحرية الممنوح فيها. "الوسط" أثبتت استقلالها في الكثير من القضايا المطروحة على الساحة، والتزمت الحياد في الصراعات السياسية المختلفة، كما التزمت بالانحياز التام لمشكلات الناس، فتبوأت المكانة المثلى في قلوب الناس... لم ترضخ للضغوط المختلفة، ولم تكن في أي يوم من الأيام مسرحا لابتزاز أي طرف سياسي أو المساومة على أي موقف وطني. تعد المراحل الانتقالية في الدول من أصعب المراحل، يتم فيها تقديم التضحيات والتنازلات الفكرية، وفي بعض الأحيان يتجلى واقع آخر للناس من خلال السقوط المتتالي للبعض والانغماس "حد الركب" في مستنقعات التملق والتزلف والنفاق والمجاملات الاجتماعية. قد يكون ذلك ما لاحظه القراء في الهجوم بوجه سافر غليظ على بعض ما كتبته في شأن كرامة الناس واعتبارهم؛ كرامة الناس التي يتم تمريغها في التراب، وكأننا في دولة "سيدي ومولاي والي الديار" في سالف العصور؛ ولسنا نعيش دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان! في هذه المرحلة الانتقالية علينا، ككتاب وصحافيين، عدم الرضوخ للابتزاز بل الثبات على المواقف الداعمة لحرية الصحافة. الثبات على الموقف رافعي الرؤوس شامخي الهامات لا ننحني لأحد غير خالقنا، وعدم الرضوخ والاستكانة بما لدينا، بل علينا المطالبة بالأفضل؛ والأفضل من أجل الناس، ومن أجل صناعة صحافة حرة مستقلة، وأمن صحافي للعاملين في مهنة الصحافة. إن الثبات على المواقف يمنح الصحافة البحرينية حقوقا كما يلزم الآخرين بالتقيد بالصالح العام للبلد وتقديم الأفضل إلى المواطنين؛ وخصوصا إذا كانت المواجهة مع علية القوم والمتنفذين سياسيا واجتماعيا... فالصحافي الجدير بأن يقرأ ويتابع ما يكتبه هو من لا ينحني أمام أي إغراء... فالصحافة الحرة والمستقلة ليست سلطة تابعة إلى أحد أو متسولة على باب مسئول!

عطني اذنك...

الحياة موقف، وحري بنا كصحافيين وكتاب، طالما حرضنا الناس على اتخاذ المواقف في الحوادث والملمات أن نسجل مواقفنا في هذه المرحلة الانتقالية... إن المواقف التي أبداها جمع من الناس، في قضيتي جعلتني أقف أمام القضاء اليوم شامخا رافع الهامة لم أحنها ولن أحنيها لأحد كائنا من كان، والمعونة من الله يؤتيها من يشاء. ...وقوف الناس ذخيرتي في المضي قدما حاملا هموم الوطن ما حييت ولن ينثني قلمي تزلفا وتملقا أو نفاقا ومجاملة لأحد، ولن تنحني هامتي لأحد غير الله... هذه هي مواقفنا فما هي مواقفهم؟! "بوس" أيدي وأرجل وأحذية ونعل... أما أنا فإنني أتشرف بأنه لم يلقني أحد من أفراد أسرتي كيفية "بوس" الأيدي والأرجل أو لثم النعل وكعب الأحذية... ولم ولن أقبل بامتهان كرامة الناس وإراقتها على مذابح الكرامة الإنسانية في هذا البلد... وإنني أتشرف بأن أكون قربانا لحرية الرأي والتعبير في بلادنا... من أجل سلطة رابعة ليست تابعة أو راكعة لأح

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1100 - الجمعة 09 سبتمبر 2005م الموافق 05 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً