هناك اشكاليات يطرحها بعض الاخوة من جمعية الوفاق وغيرها في ضرورة عدم التسجيل وهنا سأناقش بعض هذه الاطروحات واطرح عليها بعض الاسئلة. أولا: الحديث عن القانون بأسلوب كوميدي ساخر على انه قانون العقم السياسي لا يغير من القانون شيئا ولا يقلل من حجم التقييد الذي يحمله. واقول للاخوة الوصف الانشائي لم يغير من واقع الحركة الاسلامية في البحرين شيئا. طيلة 4 سنوات نسمع شعارات مختزلة "المشاركة بيع لدماء الشهداء"، "انه برلمان الفشل"... الخ. والسؤال: وماذا بعد ذلك؟ قلنا كلامنا وهتفنا وصرخنا في كل مكان واوصلنا صوتنا إلى كل مكان ثم ماذا حدث؟ اليوم نعيد الخطاب العاطفي الانشائي الجنائزي نفسه... طريقة الندب وجلد الذات والعويل على الواقع السياسي. أين هو التوزيع العادل "انها مزيد من تغييب الارادة الشعبية" مزيد من الستقواء بغير البحرينيين على البحرينيين... وعدنا بالعدالة الاجتماعية فمالنا الا الفقر والحرمان انه التغيير الديمقراطي الذي يستهدف الوجود البحريني وهويته... نصف المواطنين تحت خط الفقر. ويستمر الخطاب "هناك فساد اداري ومالي" "هناك سرقة اراض" "هناك استملاك للسواحل والجزر" "هناك انتهاك لحقوق الانسان"... الخ. ونسأل للمرة الألف امام هذا الندب والبكاء السياسي ثم ماذا؟ كلنا نمتلك هذه المعلومات ومن يطرح هذه المعلومات لم يأت بجديد... كلام مكرر ومعاد 25 ألف مرة ثم ماذا؟ وما هو الحل هل الحل أن نأخذ جنائز نشبعها لطما ونياحا... هل المقاطعة هي التي ستعيد الاراضي والبحار والوظائف وستزيل الفساد؟ هل قطع رأس الوفاق ثم نأتي بعد 4 سنوات لنكتشف خطأ الفادحة ثم نعود إلى ظاهرة البكاء؟ هل هذا هو الحل؟ هذه خطابات لا تقدم ولا تؤخر شيئا. من يريد ان يخفف من هذه الآلام لا يقاطعها ويجلس في المنزل أو يقيم ندوات. هذه الملفات تحتاج إلى استراتيجية عمل، تحتاج إلى عقول استراتيجية، تحتاج إلى فريق عمل متكامل يضغط عبر كل الوسائل المتاحة، عبر البرلمان، عبر الصحافة، عبر النقابات لا ان يقاطع كل هذه الامور ثم يتحرك بأسلوب الخنساء... البكاء اليومي؟ هذه ملفات تحتاج إلى جمع وثائق ومستندات، تحتاج إلى تحالف تحت قبة البرلمان، تحتاج إلى دراسات رقمية وليس ارقاما تطلق في الهواء الطلق. والدليل على عدم جدوائية هذه البكاءات هو ما نعيشه اليوم. فلنسأل هؤلاء الشباب الذين يطرحون هذه الاشكالات: فليطرحوا غدا الانجازات التي قامت بها المقاطعة طيلة 4 سنوات. هل اوقفت مشروعا واحدا؟ هل وظفت شابا واحدا؟ هل اوقفت قانونا واحدا؟ هل حلت مطلبا شعبيا واحدا؟ البعض راح يقول ويضغط علينا في الصحافة قاطعوا الصحافة لا تكتبوا في أية صحيفة فهي صحف حكومية تستغلكم... لن تغيروا شيئا، لن تحلوا ملفا واحدا، ستوظفون ضد الناس... ولنناقش اصحاب هذا الخطاب هل ما قالوه صحيح، وموضوعي؟ ألم تؤد الصحافة البحرينية في هذه الاربع سنوات دورا ملحوظا على رغم التلكؤات... كم شاب حلت قضيته عبر الصحافة؟ كم ملف تم علاجه عبر الصحافة؟ الم تصبح الصحافة البحرينية رئة يتنفس من خلالها البحرينيون؟ لو قلنا لا لن ندخل الصحافة لان هناك قانونا جائرا يجرجر الصحافيين إلى المحاكم ويقطع اصابعهم وهو قانون تنظيم الصحافة هذا القانون العقيم... وبقينا نندب، نعم لمقاطعة الصحافة، نعم للحرية، لا لن نقبل الا بقانون ينصفنا "ويا جبل ما يهزك ريح"... لو قلنا ذلك وجلسنا في الطرقات والشوارع أو في البيوت هل سنوفق في حل ملفات للمواطنين؟ شبعنا كلاما انشائيا مكرورا ليست هنالك فائدة من العويل والبكاء. ادخلوا المؤسسات ثم اصلحوا الفساد فيها. اليوم عشرة في المئة، غدا عشرون في المئة وهكذا. تراكمات 30 عاما لا تتغير لحظة واحدة وليكن هدفنا ليس المعارضة لأجل المعارضة وانما نبارك للسلطة الايجابيات ونعمل على اصلاح السلبيات يجب الا يكون الهدف دخول القلاع للاحراج بل للاصلاح الوطني. للتغيير لصالح الجميع بلا مجاملة ويجب عدم اضعاف أية شخصية علمائية. نعم لكل شاب أن ينتقد أي عالم نقدا علميا موضوعيا فلا احد فوق النقد ولكن يجب الا يسقط أحدا أو يجرح عالما أو يخرج كلامه من سياقه ليحشر في زاوية ضيقة. اقول ذلك لاحبتنا من الشباب فكروا في الموضوع بطريقة علمية لا تأخذكم العاطفة والحماس نحن نقدر غيرتك على هموم الناس ولكن السياسة ليست بالانفعال والغضب والتنفيس. السياسة الواقعية هي دراسة للتعقيدات والتداخلات وليست بالأماني والاحلام والرومانسية والغضب.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1098 - الأربعاء 07 سبتمبر 2005م الموافق 03 شعبان 1426هـ