العدد 1098 - الأربعاء 07 سبتمبر 2005م الموافق 03 شعبان 1426هـ

بنفسج للشغف

المنامة - هدير البقالي 

تحديث: 12 مايو 2017

"تحت تأثير الشغف نتوقف عن الطعام والنوم والعمل وتكف حمائم السلام عن التحليق فوقنا. ثمة ناس كثيرون يخافون من الشغف، لأنه يدمر في طريقه كل ما يتعلق بالماضي".

الروائي... باولو كويليو

هو أشبه بإختلاج عواطف جياشة ممزوجة برغبة الإعجاب غير القابلة للاشباع، وباغتباط ضربات مختلفة الأشكال بلا مواربة، حال من التصوف ترمقها لذة عبوديه بشكل عابث، لذلك هو فن تجيده الأنثى فقط، منطقة من البنفسج، تسقى من بئر الحنان والهيام، لنفوس أشبه بالمسعورة. تتناغم فكرة البنفسج خلسة، عندما تتهاوى وتتناثر الأشرار وتتهامس القطرات المحترقة للشغف. منذ أول رمقة من التسلل لتلكم الأبراج المبعثرة، وفي حين تتبعثر القطرات بمفارقات حسية مسكرة بمجون البنفسج المتسلل للأعماق، تتماوج نزوات العقول المحترفة لتيسير عملية الفرار من الشغف. شفافية البنفسج. وحدها تستطيع وصف العشق، من دون أن تزج بمسارب العلاقات الموسمية التي تنمو وتنضج، من دون سبب مقنع. للحظات تبرق بها الشهب وتختفي، بلا تفسير، لمحو بصمة ذلك الحب، المتجسد من صور بانورامية، لتحترق وتتلاشى. ثمة أسراب للبنفسج. تستفيض الى رؤى، خيالات، هيامات بعيدة، عبر لغة تقتنص برصد شرايين الحب والحنين ووحشة الفراق. ولهذه السكرات تطرفها المخيف، سكرات مثارة بنزوات غريبة ترنو إرتشاق رحيق الحب عبر أنفاس ملتهبة. شذا قيح البنفسج. يومض بحلم خيالي، برقة وافرة، يتدفق بصور ماجنة لنشوة ثملة، خلالها بالطبع إستسلمت لتلك الألسنة السوداء المستفيظة ببركة النشوة المنسابة بجاذبية وهذيان. هذا "الشغف" يتغلبون عليه بمسكرات العشق الأبدي لجروح البنفسج. آملين بإيجاد عالمهم اللامرئي، رغما عن خوفهم من التدمير النفسي الذي شكل جزءا من مناوراتهم المخدرة. ثمة كلمات لا تأخد مجراها الكامل ألا بتجارب واخزة. على شكل لسعات لمنعطفات غير متوقعة، نحو سعادة زائلة مؤقته. إلا أنها تسر لفترة وجيزة، على رغم اغترابها وتحللها وإنطفائها. تبقى لامعة في مدارات الذاكرة لا تمحوها الأقدار. لتحتفظ بذكرى البنفسج الغامض "للشغف" المطلق بعالم الخيال، إذ تكون اللذة ليست إلا التوق لبلوغ غمرة الحب الأفلاطوني، وهكذا تكون الأنثى.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً