العدد 1098 - الأربعاء 07 سبتمبر 2005م الموافق 03 شعبان 1426هـ

المشروعات التكنولوجية المعروضة للعلماء العرب تتطلب 40 مليون دولار

تم اختيار مشروعات تقدر بـ 8,5 ملايين دولار

قال رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عبدالله النجار: "إن المشروعات التكنولوجية التي تلقيناها من العلماء والمخترعين العرب تمت دراستها بدقة من قبل لجنة محكمة وتم التأكد من امكان تطبيقها وفائدتها وتتطلب 40 مليون دولار". وأضاف في مؤتمر صحافي للإعلان عن الملتقى الدولي الثالث للاستثمار في التكنولوجيا: "أن اللجنة اختارت من بين مشروعات العلماء والمخترعين العرب عدة مشروعات تقدر بنحو 8,5 ملايين دولار". وذكر النجار أنه في الملتقيين الاول والثاني للاستثمار التكنولوجي تم الالتزام بتقديم 2,5 مليون دولار. واعتبر ذلك نجاحا كبيرا كبداية لتأسيس قاعدة أو نواة لشركة صغيرة قد تكبر وتعظم وتصبح في المستقبل من أكبر شركات الاستثمار في التكنولوجيا. وقال النجار: "إن كل مشروع عالمي موجود ابتداء صغيرا وارتكز على نواة ومن ثم كبر وأصبح عالميا، وعلى العالم العربي أن ينظر نظرة مستقبلية إلى الاستثمار التكنولوجي من دون النظر إلى حجم الاستثمار الحالي لقلة رأس المال لأنه في النهاية سيؤدي إلى تحقيق فائض مالي يمكن من خلاله تطوير المشروع ليغزو الأسواق العالمية". وأعلن النجار عن تنظيم المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الملتقى الثالث للاستثمار في التكنولوجيا تحت شعار "مزيد من فرص الاستثمار" المقرر إقامته في الفترة 27 - 28 سبتمبر/ أيلول الجاري برعاية ولي عهد مملكة البحرين ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، بالاشتراك مع شركة عبداللطيف جميل المحدودة، والبنك الإسلامي للتنمية، وبيت التمويل الكويتي - البحرين. وعن أهداف الملتقى الثالث للتكنولوجيا قال النجار: "تقديم أمثلة أكثر عن شركات تكنولوجية عربية لاتزال في بداية أعمالها، وتوضيح ما تتمتع به هذه الشركات من إمكانات توسع في الأسواق العالمية إلى جانب إقامة شبكة غير رسمية بين رواد التكنولوجيا والشركات والمؤسسات والمستثمرين وصناديق رأس المال المبادر والمؤسسات المالية الأخرى لتشجيع المزيد من الاستثمار في التكنولوجيا المبتكرة". وأضاف النجار سيتم خلال الملتقى عرض "دراسات الحالة" لتطوير التقنيات الناجحة، والتركيز على المشكلات المحتملة في التمويل والإدارة والبنية التنظيمية القانونية وربط شركات التقنية بالتطوير والنمو الاقتصادي القومي في الدول العربية. وذكر رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنه سيتم في الملتقى عرض مجموعة متنوعة من الشركات في مراحل التأسيس، تتمتع كل منها بخطة عمل واضحة وبرنامج استثماري واعد، وتخصيص مزيد من الوقت لعرض شركات التقنية، وإعطاء زمن أقل للمواضيع العامة، وزيادة فرص التعارف والتفاعل بين المشاركين، وإقامة ورشة عمل تتطرق للكثير من قضايا الساعة في مجال الاستثمار في التكنولوجيا. وأشار النجار إلى أن هذا الملتقى يأتي ضمن جهود المؤسسة لردم الهوة بين أصحاب المشروعات التكنولوجية من جهة ورجال الأعمال والمستثمرين من جهة أخرى، وأن الهدف الجوهري الذي يكمن خلف هذا اللقاء هو إيجاد أعمال استثمارية مبتكرة وقوية منبثقة من أسس تكنولوجية قادرة على المنافسة على المستوى العالمي. وأوضح النجار أن إيجاد مثل هذه الصلات المترابطة لابد أن يساهم في المزيد من الدعم للبحوث التكنولوجية والتقدم التكنولوجي، ما يسهم بدوره في إنشاء زخم للنظم الاقتصادية في الدول العربية هي بأمس الحاجة إليه للدخول في الألفية الجديدة. وأكد رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن الافتقار إلى آليات وبيئة ملائمة لاحتضان الأفكار والابتكارات ورعايتها يؤدي إلى هدر وعدم الاستفادة من هذه الموارد النادرة وبالتالي التأخر عن الركب العالمي وعدم التمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. وقال النجار إن العقول العربية في الداخل والخارج على درجة عالية من القدرة، إذ تقدم ابتكارات حولت إلى استثمار عالمي من شركات عملاقة، وما كان ذلك إلا لإيمان المستثمر العالمي وقناعته بأن طريق الاستثمار إذا مر بمختبر العالم فإنه يأتي بالخير الوفير. وأضاف النجار: "أن هذه العقول تساهم في بناء الاقتصاد العالمي وكذلك تلك المتوافرة في مختبراتنا العربية يمكن توجيهها لإحداث النمو الاقتصادي المرجو حال توافر المنظومة المالية المناسبة لتحويل تلك الإبداعات إلى طفرة اقتصادية لخدمة الأمة العربية". وأشار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن الاستثمار في العالم العربي يبحث عن رواد التكنولوجيا، والعلماء من رواد التكنولوجيا يبحثون عمن يساعدهم في إخراج إبداعاتهم وتحويلها إلى منتج سواء كان ذلك سلعة أو مادة أو عمليات أو خدمات. ومن جهته، قال مدير مكتب العلوم والتكنولوجيا بالبنك الإسلامي للتنمية محمد البغدادي: "إن البنك عبر مشاركته في الملتقى يسعى إلى تعريف المستثمرين، منظمات وأفرادا بمفهوم الاستثمار في المشروعات ذات الطابع التكنولوجي والعائد الذي يمكن تحقيقه من هذه المشروعات حتى تستطيع هذه المنطقة الاستفادة من ثرواتها البشرية والطبيعية على الشكل الأمثل نحو تحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية اللائقة بهذه المنطقة وشعوبها". وأشار البغدادي إلى أن وجود وفرة في السيولة النقدية خلال الفترة الحالية إضافة إلى التشبع في استثمارات القطاعات التقليدية يوفران المناخ المناسب لتشجيع الاستثمار في المشروعات ذات الطابع التكنولوجي إذ إن ذلك يمثل الاستثمار الامثل وخصوصا على المدى الطويل. وأضاف البغدادي أن المنطقة العربية تمر اليوم بتحولات اقتصادية متسارعة لم تشهد لها مثيلا منذ ارتفاع أسعار النفط في منتصف السبعينات تتميز بوفر السيولة النقدية بصورة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الارتفاع الكبير في مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية وما صاحبه من ارتفاع كبير في قيمة أسهم الشركات المساهمة دليلان على وجود كمية هائلة من السيولة النقدية في الأسواق الخليجية. وذكر البغدادي "أن الوضع الحالي أدى إلى زيادة عدد المستثمرين، مؤسسات وأفرادا، الذين يبحثون بصفة مستمرة عن فرص استثمارية يضمنون من خلال استثمارهم فيها عائدا معقولا بمخاطرة مقبولة". وأوضح مدير مكتب العلوم والتكنولوجيا بالبنك الإسلامي للتنمية أن تجربة دول جنوب شرق آسيا في مجال تنمية التكنولوجيا عبر الاستثمار دليل على فاعلية الاستثمار التكنولوجي في تحقيق تطور سريع ومستدام في المجالات الاقتصادية والاجتماعية كما تحقق في ماليزيا وحدوث التقدم السريع والهائل فيها نتيجة الاستثمار في المشروعات ذات الطابع التكنولوجي إضافة إلى حرصها على جعل التكنولوجيا الأساس في اقتصادها. ومن جهته، قال مدير تمويل شركة بيت التمويل الخليجي أسامة الخاجة إن مملكة البحرين هي المكان المثالي لتنظيم هذا المؤتمر باعتبارها المركز الرائد في المنطقة للخدمات المصرفية والتمويل، وإنه من الطبيعي أن تحتل مكان الصدارة في الترويج للتقدم التقني في المنطقة. وأضاف الخاجة: "أن المملكة تتمتع بالإمكانات التي تؤهلها لأن تصبح مركز التكنولوجيا العالمي المستوى لوجود قوة عاملة ماهرة وتاريخ عريق في التعليم والابتكار ودعم من الشركات التي يقع مقرها في البحرين". وأكد الخاجة أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا زادت الوعي تجاه الحاجة إلى التركيز المتزايد على تشجيع الاستثمار في التكنولوجيا وأهمية التقدم التقني لاقتصاد البلاد الا أنه مازال هناك الكثير من العمل الجاد الواجب تنفيذه. وأعلن الخاجة عن استعداد بيت التمويل الخليجي لدعم المؤسسات من قبيل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في أداء هذه الرسالة العظيمة وتشجيع التكنولوجيا من خلال المشاركة ومع توفير التمويل للتكنولوجيا والتركز على الشركات التي أظهرت أنه يمكنها أن تضيف القيمة للاقتصاديات المحلية والإقليمية ودعم التقدم التقني عن طريق نقل المعرفة والتدريب والتطوير وإيجاد الوظائف الجديدة. ومن جهته، أعلن مدير برنامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع بالمنطقة الشرقية عبدالله العمودي عن تبرع شركة عبداللطيف بمبلغ مليون دولار سنويا تقدم كمنح سنوية مقسمة إلى 20 عالم لدعم مشروعات العلوم والتقنية. وصرح رئيس برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع محمد جميل بأن البرنامج سيسعى إلى دعم كل ما من شأنه تطوير وتنمية الاستثمار في التكنولوجيا وخصوصا على مستوى العالم العربي، ما يساهم في زيادة الإنتاجية وتسريع النمو وتطوير وتحسين حجم المنافسة وضمان مستوى ونوعية أفضل للحياة. وأشار إلى وجود الكثير من الإمكانات الكبيرة للاستثمار في التكنولوجيا في العالم العربي وأن مثل هذه المؤتمرات ستساهم بشكل كبير في تطوير نوعيتها ونموها والمردود المؤمل منها.

العدد 1098 - الأربعاء 07 سبتمبر 2005م الموافق 03 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً