الأعاصير في الغالب تحمل أسماء نسائية، ربما لأن أحدا لا يستطيع التنبؤ متى تهب، ومدى الأضرار التي يمكن أن تترتب عليها عندما تفعل، تماما كما هو غضب المرأة. ويبدو أن العنصر النسائي "محبوب" لدى الرؤساء الأميركيين، فالرئيس السابق بيل كلينتون اختتم مدة رئاسته بقضية عاطفية مع "مونيكا لوينسكي"، أما الرئيس جورج بوش فحطم أرقام أسلافه في الفضائح، إذ إنه بات محاصرا بها. أولا، فضائح بوش بدأت في العام 2003 وهي مستمرة حتى اليوم، بعد أن أغار على "الشقيقة العراق" وانتهك عرضها، أما الفضيحة الأخرى فهي "كاترينا غيت"، إذ اعترف بوش ضمنا بتقصير إدارته في مساعدة ضحايا إعصار "كاترينا" الذي ضرب مساحة تزيد على 90 ألف ميل مربع، وحتى الآن تقدر الأضرار التي أحدثها بما يعادل 75 مليار دولار وسقوط ما يصل إلى 1365 من الضحايا. العالم بأسره والأميركيون خصوصا اعتبروا أن "كاترينا" كشف هشاشة البنية الاجتماعية والإدارية في الولايات المتحدة، إذ لم تتمكن الحكومة من تنظيم عمليات إغاثة مناسبة، فمات الكثيرون بسبب الحاجة إلى الماء والغذاء والمواد الطبية. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن أعمال الإغاثة لم تتم على الوجه المطلوب لأن الذين يفترض أن يقوموا بهذه الأعمال ليسوا في الولايات المتحدة، وإنما على مسافة تزيد على 11 ألف كيلومتر، في العراق وأفغانستان. الإعصار لم يخلق لبوش مشكلة واحدة فقط والمتمثلة في سوء الإدارة وإنما خلق مشكلة عرقية، فأصبح محاصرا بين الأحرف الثلاثة "العين والراء والقاف"، إذ أبرز الدمار الذي أحدثه "كاترينا" مسألة اللون بعد أن اتضح أن معظم الضحايا هم من الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية. وأخيرا، نعتقد أن "كاترينا" جاء ليذكر بوش أن القوات الأميركية كان يجب أن تكون في بلادها، تحمي مواطنيها من المفاجآت وتحميك أنت أيضا من "المفاجعات"، التي ستثير لك مسائل كنت في غنى عنها مثل "التفرقة العنصرية"