العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ

هلوسة سهران!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

كما للسفر فوائد... فاعتقد بأن السهر له فوائد أيضاً، وإلا ما الذي يدعوني إلى الإدمان إلى هذه الدرجة على السهر على رغم تهديدات الدراسات والأبحاث والأطباء والحكماء والخبراء وقبلهم الوالد حجي جعفر حفظه الله... من أن السهر يؤدي إلى الغباء والكسل والخمول ونقص الخصوبة وغير ذلك من النتائج الوخيمة والمخيفة الكثيرة! إلا أن اقتناعي بأن الله خلق النهار للموظفين والليل للمبدعين كبير، وهذه ليست مقولتي بقدر ما هي مقولة رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات عندما التقيته في الشام قبل فترة من الزمن.

مناسبة الحديث هذا هو أنني وفي إحدى تلك الليالي عندما كنت سهراناً كعادتي السيئة أمام التلفزيون أتصفح محطاته الكثيرة بين الفينة والأخرى لعلي أرى شيئاً يغريني لمتابعته غير برنامج الوادي الذي صارت زوجتي تغار منه لوجود هيفاء وهبي لربما أو لوجود ثلة من الصبايا!

وصلت إلى تلفزيون البحرين، الذي كان يعرض مسرحية بحرينية قديمة استلطفت متابعتها كوني من الملتصقين بالمسرح إلى فترة من الزمن ولي مشاركات معدودات في بعض الأعمال المسرحية، وعملت في بعضها ليس كممثل بل كمنسق ومتابع شئون تصميم الإعلانات والطباعة، وهذه الأعمال المسرحية تذكرني بأيام جميلة قضيتها أتابع البروفات وبناء المسرحية إلى يوم العرض.

هي ليست المرة الأولى التي أتابع مسرحيات بحرينية تعرض في أنصاف الليالي على شاشة البحرين الفضية... لترى المسئولين في تلفزيون البحرين يقولون إن الأعمال البحرينية موجودة على خريطة البرامج في كل دورة... نعم موجودة على الخريطة ولكنها تعرض في أي وقت؟... ولمن؟!

شاركت الفنان سعد البوعينين في لقائي به مصادفة هذه الملاحظة عندما تابعت له أحد أعماله القديمة الجميلة ليرد علي إن تلفزيون البحرين لربما يحس بالخجل من عرض الأعمال البحرينية في النهار ليلجأ لعرضها في أنصاف الليالي... لمن؟ لا أعلم! تاركاً عنان الصباح للبرامج المعلبة المصرية والسورية والأفلام الهندية القديمة!

فلماذا لا يصل تلفزيون البحرين في درجة اعتزازه بالإنتاج البحريني إلى مثل المحطة الكويتية (فلاش) الجديدة؟!... إذ ترى أن غالبية المحطات الفضائية الكويتية تعرض القديم والجديد والتراثي و«المحزر» من الإنتاجات الكويتية وكأن الدنيا لا يوجد بها برامج ومسلسلات غير الكويتية!... فمن هنا ترى اعتزاز المحطة الفضائية وخصوصا لتكسب لها هوية واستقلالية... والأهم أنها تكسب احتراماً كبيراً لدى المشاهد العربي غير المنتمي إلى هذه البلد... فهو الذي يقيس وطنية واحترام هذه المحطة من غيرها... وإلا ما رأيكم؟!

وعوداً إلى السهر... فهو مليء بالمشروعات... فما من فكرة مبدعة إلا وظهرت في أنصاف الليالي... واسألوا عن ذلك المبدعين في شتى ميادينهم وتخصصاتهم... اذهبوا إلى محمد القفاص المخرج في تلفزيون البحرين... واسألوا الكتاب والقصاصين... اسألوا الرسامين... إنهم أناس يكرهون الشمس ويحبون القمر... هدوء القمر يعطي المبدع الكثير... ومن هنا اقترح على أحد النواب المعروفين بالاقتراحات الخطيرة أن يضمن الدورة المقبلة اقتراحاً جديداً مثيراً للجدل كعادته وسيخدمه في ترشيح نفسه لانتخابات ،2006 التي بدأ حملته لها من الآن أن يقترح شيئاً يفيد الموظفين المبدعين أمثالنا... فنحن نعاني من الرغبة الجامحة في السهر (اللاإرادي) ومن المطالبة الإجبارية بالقيام مبكراً لنتجه إلى أعمالنا الصباحية ليستقبلنا مديرونا بالتهديدات والإنذارات! ولولا طيبهم لفنشنا من زمان!

إضاءة

إذا أردت أن تعرف المصيبة التي تحل في العراق تخص السنة أو الشيعة؟... لا تبحث في المحطات أو على ألسنة المراسلين... ولا على مواقع الإنترنت الإخبارية أو الرسمية... فيكفيك أن ترى الاهتمام في البحرين من أي طرف... إن فزع إخواننا السلفيين بجمع التبرعات والمعونات وصدحت الأدعية في صلوات الجمعة وتعالت الاستنكارات المدفوعة في الصحف فهم بالتأكيد ضحايا سنة لا محال! وإن فزعت جماعتنا الشيعة كما هو حاصل لكارثة جسر الأئمة في الكاظم فتيقن أنهم شيعة! ويقولون الأميركان لم ينجحوا في بث الطائفية في العراق كما نجح سابقوهم في البحرين؟!

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً