العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ

"حسن سير وسلوك سياسي"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

التجريح في الرموز الوطنية، ظاهرة قديمة؛ قدم الأنظمة الاستبدادية نفسها. وتخوين وتكفير الآخر هي دلالة على ضعف الدليل وقلة الحيلة في مقارعة الحجة بالحجة. ويبدو ان المعارضة الوطنية "تكسر عين" البعض، وتضايقه بتحليلاتها المختلفة. ولكن تجرأ أحدهم، وهو "عينه قوية"، وبحبوحته المالية تجعله يناطح الجبال في وضح النهار ويصارع طواحين الهواء - بحثا عن تصفيق "الطبالة" وحملة المباخر. السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا قال إبراهيم شريف السيد في لندن؟ لماذا لا يتطرق كتاب الأعمدة إلى مضمون ما ذكره "الشريف"؟ لماذا الذوبان في الموالاة للحد الذي يتم فيه تقديم تنازلات عن حقوق شعبية معلومة بحسب الشريعة الإسلامية أو المواثيق الدولية؟ عبدالرحمن النعيمي، وإبراهيم شريف السيد ليسا في حاجة إلى إرشاد سياسي؛ والمحتاج الوحيد لهذا الإرشاد هو من يمتلك الثروة والمال والنفوذ والسلطة، إنهما يمارسان دورهما الوطني في فضح السرقات والنهب المنظم للثروات، وبالتالي لا يملكان الثروات وليس بأيديهما سلطة. وإن كنا نختلف معهما في ترتيب الأوليات، إلا أنه ليس من العقل ولا الحكمة ولا من "دوزان" الأمور والرجاحة العقلية أن يتم التشهير بهما بمثل تلك الكتابات التسقيطية والبيانات المشبوهة المدفوعة الأجر. أضحكني قليلا ذاك التحليل السطحي، والسخيف في آن واحد، عن الاستقواء بالخارج، فعن أي استقواء يتحدث هؤلاء؟ بالرجوع للوراء قليلا يستبين موقفهما "عبدالرحمن وإبراهيم" من الكفاح الوطني الفلسطيني، والحرب على العراق ومن ثم احتلاله! ولكن يبدو أن الحرب بدأت بإطلاق النار على الرموز الوطنية، وبالتالي فإن كل الأسلحة مباحة؛ والسلاح الأمضى في مجتمعاتنا العربية والشرقية هو سلاح التخوين والتكفير، وجميعنا نتذكر مسألة الكوبونات الدستورية! من يريد توزيع شهادات حسن سيرة وسلوك سياسي ويقدم نصائح في علم السياسة Politogio والمواطنية Citizenship عليه أن يراجع منطلقاته ومواقفه وكتاباته، خصوصا انه لا عبدالرحمن ولا إبراهيم في حاجة لمن يرشدهما إلى الموقف السياسي الشعبي السليم، فانحيازهما للمصالح الشعبية لا سبيل للمزايدة عليه، وليسا في حاجة لتأكيد انتماءاتهما العروبية والوطنية، ولا التيار الذي يمثلانه بحاجة إلى تأكيد وطنية منتسبيه. فهما لم يقدما "الدعم اللوجستي" لضرب القطر العراقي الشقيق. ثم ان القواعد الأميركية الموجودة في الأقطار الخليجية، لم تتم بناء على موافقة ودعم ومباركة من عبدالرحمن أو إبراهيم. في بداية الحرب الأميركية - البريطانية، ما هي مواقف عبدالرحمن وإبراهيم؟ من الذي قاد المسيرات والمظاهرات، وتصدى في الندوات لكل دعوات الحرب ومن بعده الاحتلال الأميركي للعراق؟ بالطبع، إن لم تسعفك الذاكرة، فتلك مشكلتك أنت! وليست مشكلة عبدالرحمن أو إبراهيم، وإذا لم تجد في كتب الاجتماع والسياسة ما تقدمه لنا من تفسيرات عن من الذي وقف وراء الحرب والاحتلال وما هو السبب الرئيس للتخلف العربي ولكل المواجع التي يئن منها الجسد العربي؛ فإن السكوت عن التعريض بالرموز الوطنية أتقى دينيا وأنقى وطنيا. وعلى البعض أن يحفظوا لأنفسهم البقية الباقية من كرامتهم الإنسانية التي مرغتها القطط السمان في البحيرات الطائفية الآسنة.

عطني إذنك...

تباعا لما يجرى، صرح نائبان بمجلس النواب البحريني "بمناكفات" وردود على بعض ما صرح به رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي إبراهيم شريف، وفاتهما تزويدنا نحن جمهور الشعب بأي شيء عن الفساد المستشري في بلادنا... فمن حق الشعب أن يعرف؛ ونحن في حاجة إلى معرفة تلك الأسرار!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1097 - الثلثاء 06 سبتمبر 2005م الموافق 02 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً