العدد 1096 - الإثنين 05 سبتمبر 2005م الموافق 01 شعبان 1426هـ

لا تهدموا "الوفاق" فتندموا مستقبلا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

اقدر رأي الاخوة الذين يطالبون جمعية الوفاق بعدم التسجيل وعدم المشاركة في الانتخابات ولكني هنا سأطرح عليهم اسئلة اتمنى ان يجيبوا عليها من باب اثراء النقاش: لو قمتم بحل الجمعية اين ستذهبون؟ إلى أين ستقاد الساحة؟ هل تستطيعون ضبط ايقاعها علما بأن الحل يعني غياب الممثل للجماهير، بمعنى سيصبح كل شخص بإمكانه ان يقود الناس ويعبئهم وربما يقودهم إلى مواقع لا تحمد عقباها، فمن سيتحمل مسئولية ذلك؟ وانا هنا اقول للمجتمع البحريني بكل اخلاص وصدق ان الالتجاء إلى الحزبية وحل الوفاق قد يقود الساحة إلى احتقانات كبيرة فهل هنالك أحد يقبل بعودة مسلسل الآلام والاوجاع التي حدثت سابقا؟ ثم ما هو البديل؟ تقولون: فلتحل الوفاق وقلتم في السابق على رغم الدعوات التي ارتفعت تنادي بعدم المقاطعة ايضا - يجب ان نقاطع، وماذا حدث؟ ثم ماذا بعد المقاطعة؟ لا شيء. .. اصبحنا على الهامش وفوق الرصيف كما قال السيد فضل الله في المقابلة التي اجريتها معه... اصبحنا بعد المقاطعة نأكل هواء ونوزع على بعضنا شعارات هائجة على طريقة "يا جبل ما يهزك ريح" ثم اكتشفنا خطأنا وعلى رغم ذلك مازالت العاطفة هي التي يراد لها ان تقود وان تسود حتى لو وجدنا انه لا توجد ارباح وبدأ البرلمان يسن قوانين تلو القوانين وهناك قوانين قادمة مثل قانون الصحافة وغيره، وهنا نقول لاخوتنا الاعزاء... هل استطعتم ان توقفوا القوانين؟ هل استطعتم ان تناقشوا أو تبدو ملاحظة واحدة على كل المشروعات التي اقرت في البرلمان... المشروعات مشت، القوانين سنت والاخوة في البرلمان كلما حاولوا فتح ملف افترستهم بعض الحيتان داخل النواب واغلق الملف. ماذا لو كان في البرلمان عشرون شخصا موضوعيين وطنيين وهم كثر ومن جميع الطوائف، ألن يفعلوا شيئا؟ انتهى ملف التأمينات والتقاعد، وملف محطة الحد والكهرباء، والتأمينات والتقاعد هي أموال هؤلاء الطيبين من الناس والفقراء... ذهبت ادراج الرياح وعلى رغم ذلك عندنا من الوثائق ما عندنا... عندنا من الوثائق الكثير عن الاوقاف الجعفرية وعن التأمينات والتقاعد وعن الكهرباء وعن شركات ضخمة ماذا كانت تفعل... لماذا لا تطرح في البرلمان بدلا من ان تكون نائمة في الادراج... هل تعلمون ما يحدث في وزارة التربية؟ هل تعلمون قصة الرحلات إلى مصر؟ هل تعلمون عن استثمارات احدى الشركات الكبيرة في الخارج وماذا حدث لها؟ هل تعلمون لعبة بعض المسئولين في الترقيات؟ هل تعرفون اسماء مديرين بلا شهادات؟ هل تريدون وثائق عن السياحة وأزمة الرشا... لا اريد ان ادخل في التفاصيل ولكن اقول هذه القضايا تطرح عبر قنواتها القانونية. تطرح عبر البرلمان وليس عبر الشارع.

عشرات الملفات معلقة هل نذهب لنرتلها على الجمهور؟ انا لا اتكلم عن فراغ وعن ملفات خاوية... هناك وثائق، هناك مستندات... هناك ارقام يجب ان تطرح في البرلمان. بعض الشباب نسألهم وماذا بعد حل الجمعية؟ يجيبون: لسنا مسئولين عن اعطاء البديل... هكذا بكل تبسيط وكأنك تغلق دكانا أو ورشة في السوق المركزي من دون نظر إلى أبعاد وخطورة تداعيات هذا الموقف تماما كذاك الرجل الذي طلب منه تهديم داره فلما سألهم واين اذهب؟ جاء الرد: ليس علينا طرح البديل. اقولها للتاريخ: اذا حلت الوفاق سيفقد الجميع صدقيتهم وبعد أشهر سيظهر تململ كبير عند الناس كما نلحظ ذلك الآن من تململ واضح حدث بسبب المقاطعة وستبحر الساحة إلى اجندات غوغائية ساذجة وغدا سيندم الجميع على هذا الموقف غير المدروس. اقول ذلك حبا في الوطن والانفتاح السياسي وحبا في الوفاق لسلامة الجميع، والناس ليسوا فئران تجارب... غدا الناس سيتحولون إلى وحوش ضد هذه السياسات التي لم تلبسهم ثوبا ولم تغنهم من جوع. انا لا اتكلم من فراغ. جلست مع مفكرين ومثقفين كلهم كانوا يرون خطأ المقاطعة وهم مازالوا احياء... يا عالم فكروا قليلا في مصلحة الناس... هل تريدون معرفة بعض هذه الأسماء؟

1- السيدمحمد حسين فضل الله. 2- محمد أبو القاسم "مفكر سوداني". 3- أحمد الربعي "مفكر كويتي". 4- محمد الرميحي "مفكر كويتي". 5- هاني فحص "مفكر لبناني". 6- عبدالوهاب الافندي "مفكر سوداني". الطيب تيزيني "مفكر سوري"، وغيرهم كثر هؤلاء ناقشت معهم خيار المقاطعة في ازمنة مختلفة وكانوا في تعجب دائم من عدم المشاركة... انظروا إلى "حماس" و"الجهاد" لماذا شاركتا في الانتخابات... هل تغير شيء بعد اوسلوا؟ فلنقرأ تاريخ حركة الاتجاه الاسلامي في تونس... تتمنى المشاركة البرلمانية... اقرأوا ادبيات حركة الانقاذ في الجزائر تتمنى العودة، وفي حزب الله في لبنان كان الشيخ صبحي يرفض الانتخابات، إلا أن الحزب ذهب للمشاركة على رغم زعل الشيخ وانظروا إلى النتائج... حزب جبهة العمل الاسلامي في الاردن قاطع البرلمان قبل سنوات فاكتشف الخطأ ثم شارك قبل اعوام بسيطة لانه وجد نفسه في الهامش "أقرأوا كتاب الديمقراطية المقيدة" لعلي محافظة. حزب الدعوة الآن دخل في المشاركة في العراق على رغم ان هناك احتلالا الآن الطائفة السنية الكريمة اكتشفت خطأ مقاطعتها، والآن هي تطالب بالانتخابات والمشاركة. فلنقرأ تجربة حزب الرفاه في تركيا فمنذ تأسيسه 1983 وهو يسعى للمشاركة على رغم عدائية العلمانيين. اقول لإدارة الوفاق وللشيخ الحكيم علي سلمان غالبية المجتمع تدعمكم في عدم حل الجمعية مع احترامنا لأحبتنا الداعين للحل، نقول: قلبنا على الوطن، والمصلحة العامة وعلى اهمية التواصل بين المعارضة والمجتمع والسلطة بما يصب في خدمة الاسلام والوطن.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1096 - الإثنين 05 سبتمبر 2005م الموافق 01 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً