مع انقضاء هذا اليوم تكمل "الوسط" عامها الثالث بعد أن كانت قد انطلقت في 7 سبتمبر/ أيلول 2002 مدشنة بذلك مدرسة جديدة في الصحافة البحرينية المعتمدة على المهنية والتقنية المتطورة والمبدئية في الطرح والتعددية في الآراء والاهتمام بقضايا المجتمع البحريني وارتباط تلك القضايا بما يدور إقليميا ودوليا.
السنوات الثلاث الماضية يمكن اعتبارها سنوات "الصحافة النشطة"، لأنه قبل ذلك كانت الأجواء محكومة بظروف وقوانين الحقبة التي سبقت الانفتاح السياسي الذي دشنه جلالة الملك. و"الوسط" تشعر بالسعادة لأنها أدخلت الصحافة البحرينية في جو من النشاط والمنافسة التي لم تكن موجودة بالشكل الذي نلحظه هذه الأيام.
ارتبط اسم "الوسط" بالصدقية والتعددية في الرأي، كما ارتبط اسم الصحيفة بنهج جريء يدافع عن المشروع الإصلاحي ويدافع عن الحريات العامة ويدافع عن الشفافية والتنافسية في شتى المجالات.
وعلى أساس ذلك، فإن "الوسط" وهي تكمل عامها الثالث، تغمرها السعادة بنجاح مشروعها من ناحية المهمة الصحافية ومن الناحية الاقتصادية، وهي تشهد اقبالا على المشروعات الصحافية وتأمل نجاح الجميع في تحقيق مستوى رفيع من التعامل المهني واعتماد ضوابط السوق وتوسيع هامش التعبير عن الرأي الذي ننعم به في البحرين.
في الفترة التي سبقت ظهور صحيفة "الوسط" كانت السوق تخضع لتدخل مباشر من الدولة، وكان التدخل في بعض الاحيان على مستوى توفير المال وتوجيه المحتويات مما سبب تأخر النشاط الصحافي عن نظيره في الدول الأخرى. وعلى رغم أن عددا من الصحافيين والمسئولين عن الصحافة قبل فترة الانفتاح قد بذلوا ما في وسعهم لتقديم المحتوى الذي يرغب فيه القارئ، فإن طبيعة تعامل الدولة مع الصحافة آنذاك كان لها دور مباشر في سير العملية الصحافية ولكن وبعد الانفتاح السياسي أصبحت البحرين مستعدة لاستقبال مولود جديد يتعاطى مع الظروف المستجدة ويطرح مدرسة أخرى في الصحافة البحرينية.
ثلاث سنوات من عمر "الوسط" شهدت الكثير من الحوادث والتطورات على الساحة المحلية وكذلك في الساحتين الإقليمية والدولية. ويمكن لمن يرغب في تتبع مجريات الأمور أن يراجع صفحات "الوسط" وسيجد نهجا ملتزما بعدد من المبادئ التي أعطت للصحيفة صفات الاستقلالية والمسئولية والتعددية والجرأة في الدفاع عن الإصلاح وعن مصالح الوطن والمواطنين.
ثلاثة أعوام تكتمل من عمر "الوسط" والبحرين تتطور سياسيا وإعلاميا إلى الأمام... و"الوسط" تستشعر بثقل المسئولية أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على المبادئ التي أنجحت مشروعها وهي تتطلع إلى فترة غنية بالتنوع في الأداء والمنافسة والتوسع في الإمكانات. ان نجاح "الوسط" اعتمد على احترام قرائها وخدمتهم، ونجاحها في سنواتها الأولى يؤسس لنجاحات مستمرة بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1096 - الإثنين 05 سبتمبر 2005م الموافق 01 شعبان 1426هـ