المتتبع لبرنامج الوادي الذي تبثه محطة "LBC" اللبنانية، والذي يحوي لمن لا يعرفه مجموعة من "المشاهير" العرب، علما بأن غالبيتهم نسمع عنهم ونراهم للمرة الأولى فكيف تمت تسميتهم بالمشاهير لا أعلم! المهم. .. إنهم يتبارون في الوصول إلى لقب مزارع الوادي الذي تكون مهماته وطنية جسيمة في رفع سمعة العرب والعروبة من خلال تضحياته الوطنية في تنظيف الحظيرة وحلب البقرات الأربع المتهالكات وتأكيلها وتجهيز العلف الخاص بها بالإضافة إلى تنظيف وتحميم البهائم والطيور المتناثرة في المزرعة... طبعا هذا كله بإرشاد من المزارع "Supervisor" يوسف، ومتابعة الفنانة هيفاء وهبي "أم زينب" كونها هي من يقوم بوظيفة المقاول... والمشاهير العرب عبارة عن عمال في المزرعة!
ولا ننسى طبعا تجهيز الأطباق الصحية التي صار أعضاء الوادي يأكلونها، ولفائدتها أصبحوا ينقصون من أوزانهم على رغم دسامة ما يشربون من حليب "Fresh" وألبان وأخباز من صنع أياديهم.
محطة "LBC" عرفت اللعبة... وصارت تلعبها باستمرار... المبدأ نفسه... تارة بـ "ستار أكاديمي" واحد وبعده اثنان والثالث جار الإعداد له... ولكونهم لا يستطيعون الوقوف عند حد لهذه اللعبة فبدأوا بلعبة الوادي وبقراته!
إن اللعبة التي تلعبها المحطة بذكاء هي لعبة تعصب أبناء الدول لدولهم... فترى الموجودين منوعين من كل قطر أغنية... ولابد من وجود عناصر سعودية تظل إلى النهاية يتم استثمارها في المسمى "نيمونيه" بين فترة وأخرى لعمل حال استنفار قصوى عند إخواننا السعوديين كونهم هم الأكثرية الساحقة المهتمة بهذا الشأن "العربي"... ولا بأس من وجود عنصرين من الكويت... لتلعب المحطة بهذين العنصرين ولتضمن بقاء أحدهما إلى التصفيات النهائية كون إخواننا الكويتيين والسعوديين ينظرون إلى هذه النوعية من المسابقات من منظور شيمة وشهامة وشرف!
وبعد ذلك يطل علينا واحد من الأردن وآخر من العراق والبحرين وواحدة من مصر ولا ننسى تونس والمغرب، وتبقى البقية من العناصر اللبنانية حتى يتم إظهارهم واحدا تلو الآخر ويستخدمون كحلقات أضعف لعمل استنفار للمسجات.
باختصار هذه هي اللعبة الناجحة التي تلعبها المحطة بذكاء... وهي الوسيلة المؤثرة في تركيبة العلاقات بين الدول... فيكفيك قراءة المسجات التي تتطاير أسفل الشاشة لتعطيك المعاني الوطنية التي يعيشها المشاهدون مع المشاركين في الوادي وسط الأبقار والأغنام والماشية! معاني توحي لك بكل معنى الإخلاص للوطن وتمثيل الوطن على جميع الأصعدة... ليبين لك المشاركون تضحياتهم في العيش وسط البهائم التي تساوي بالضبط تضحية الجندي على الحدود من غير أية أفضلية لواحد عن الآخر!
إنها لعبة مسلية جدا... تسد فراغ أكثر من 250 محطة فضائية ولا واحدة يمكنها أن تشجع الواحد على المواصلة في متابعة التلفزيون... هنا مجزرة في العراق ضحيتها أكثر من ألف قتيل، وهناك اشتباكات مع الإسرائيليين... وفي تلك الجهة انتخابات مشكوك في نتائجها من البداية... عدا عن المحطات الرياضية التي لا ناقة لي فيها ولا جمل... لتبقى عندي "الوادي" المتربعة على عرش تلك المحطات أتابع فيها ماذا أكلت البقرات الأربع وماذا شربت... وهل فاطمة عبدالرحيم قامت بواجبها معها أم هي مقصرة؟... والدور على من يحلب البقرات اليوم وهل أم زينب راضية عليهم أم لا؟!
طبعا ولا أنسى أن أتابع بورصة العلاقات "العربية العربية" عبر شريط الرسائل في أسفل الشاشة... ولا أنسى أن أقول خطاك الشر يا فاطمة عبدالرحيم ممثلة الشعب البحريني في "الوادي" لنجاتك من شر طردة كونك "النيمونيه" في الأسبوع الماضي! لأشد على يديك للقيام بواجبك الوطني مع تلك البقرات رافعة علم البحرين خفاقا مرفرفا في أروقة حظيرة الوادي... و"عساج على القوة"!
إضاءة
إن صحت أنباء طرد صلاح الجودر من جمعيته السلفية "الأصالة" وبالأسباب التي تتداولها صفحات الصحف اليومية، فإنها مؤشر واضح على انعدام التعددية في هذا التيار، وانعدام شيء اسمه الرأي والرأي الآخر... وإلا ماذا يعني في رأيكم؟!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ