بعض جمهور الوفاق يحبونها حبا جما ولكن القصة ليست في الحب العاطفي، وليست في النوايا المغموسة في دلاء الطهارة. .. الحب الحقيقي هو الذي يبعد المحبوب عن الغام الطريق ويجنبه الاحزان. ما الفائدة من هذا الشاب الذي يقود متيمه إلى حيث المشنقة السياسية ثم يبكي عليه... لا نريد ان نذرف دموعا على الوفاق... لا نريد أن تتحول إلى مزار سياسي نزوره كل عام ثم نبكي على اطلاله... قوة الوفاق عندما تدخل في المشاركة السياسية... عندما تكون لاعبا وليس صحيحا انها لا تمتلك كفاءات أو مخلصين كما يحاول بعض المثقفين وصفها.
الصوت المعتدل في الوفاق يجب أن يرتفع ليقول كلمته من دون خوف من مشانق التشهير... علينا أن لا نعبأ بآليات الفرز وادوات الشطب والالغاء حتى لو كان من اناس يحبوننا لكنهم اخطأوا الاسلوب... غدا اذا حلت الوفاق لا سمح الله، لو لم يسمع صوت العقل سيأتي هؤلاء ليبكوا على الجثه الموزعة على عتبات المزايدين... وغدا لن نقول ان الدم ضاع بين القبائل... ابدا... سنقول: الحب المفرط الساذج قتل الجمعية وقديما قيل ومن الحب ما قتل.
حل الوفاق يساوي: "قومي رؤوس كلهم ارأيت مزرعة البصل" وهناك ستتساقط الاوهام... سيعرف الجميع حجم الكارثة وحجم الضياع فالسياسة ليست مختبرا للتجارب... غدا لا مجال للتوبة السياسية وسنكتشف ان من زايدوا على الشيخ وعلى رفاقه اعطوا الناس اكياسا مملؤة بالهواء وليس بالرز أو القمح... الشعارات قد ترضي العاطفة وتدغدغ المشاعر لكنها لا تمنح الذهب... بين ايديكم خطاب الشيخ صبحي الطفيلي... هل حول جبال البقاع إلى جبال من عسل وانهرها انهرا من لبن؟
السياسة فن الممكن... صحيح انها كما يصفها انيس منصور فن السفالة الانيق ولكنها ايضا هي الواقعية... الشيخ يبحث لكم عن الواقعية... ودعوني اصارحكم ان المهزلة الكبرى التي تعرض لها الشيخ في ليلة الجمعة قبل شهرين تقريبا من كلمات خارجة عن أدب الحوار عندما راح يدعو إلى التهدئة وعدم الخروج في المسيرة كان قلبه عليكم كما كان قلبه عليكم قبل 4 أعوام عندما راح يقنعكم بالمشاركة في البرلمان وعلى رغم ذلك رضخ للديمقراطية لأن الاصوات جاءت لصالح المقاطعة، وعلى رغم اني لست مؤمنا بقاعدة مشاورة الجمهور في كل شيء خصوصا في القضايا المفصلية ففي القضايا المفصلية يجب ان تتم مشاورة النخب من الجمهور. وليس ذلك استهانة بعقول الجمهور بقدر ما هو توجه فكري موضوعي يصب في خدمة الفئة المنشغلة منهم وهذه نظرة فلسفية يؤمن بها افلاطون ونظر لها كثيرا.
أقول للصحافة... ولفئات المجتمع ساعدوا الوفاق على النهوض وتصحيح اوضاعها ولا تحاولوا ان ترجموها، فاستعداء الوفاق ليس لصالح الوطن وليس لصالح المجتمع وان الدعوة إلى تفكيك الوفاق لا يخدم الحرية ولا الانفتاح السياسي. من يدعو إلى تفكيك الوفاق لا يدرك خطورة انحلال السبحة، اقول انتقدوا الوفاق في اخطائها انتقاد الأم لابنها خوفا عليه وخوفا من ضياع البيت، والنصيحة يجب ان لا تكون خاطئة كالمجنون الذي اراد قتل الذبابة التي على رأس صاحبه فضربه بالمطرقة... امنيتي ان تقوم الوفاق بالتسجيل تحت مظلة القانون "قانون الجمعيات"، وان تشارك في انتخابات البلدية والبرلمانية كما كان أمل الكثيرين من المنتمين للجمعية. الغريب ان بعض المزايدين على الشيخ علي لم نكن نعرفهم ساعة أزمة التسعينات... كانوا ينامون تحت اللحاف في الوقت الذي اكلت فيه الغربة والسجون اجساد المخلصين... الآن بدأوا يلقون الحجارة عليه وعلى الإدارة لأنها ترفض حل الجمعية وقلبها عليها. فعلا عندما يصبح البحر هادئا يصبح قبطان كل سفينة بطلا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ